ميزانيتنا .. والمطبلون !!
منذ أيام قلائل صدرت الميزانية الجديدة للدولة .. و لا يخفى على أحد
أنها خرجت بأكبر عجز في تاريخ ميزانيات المملكة (عجز فعلي في 2015م 367مليار ريال
وعجز متوقع في 2016م 326مليار ريال) .. وتبعها حزمة كبيرة من زيادات أسعار الخدمات
والطاقة وغيرها !!! ونحمد الله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه !! ونحمده ونشكره مرة
أخرى لأننا لا زال وضعنا أفضل بكثير من غالبية دول العالم !!
وكالعادة في كل الأمور ..
رافقها تطبيل الطبالين وتزمير الزمارين ومدح المداحين وتزلف المتزلفين ، وارتفاعهم
بالميزانية إلى أعلى عليين ، والثناء المبالغ والخيالي عليها ووصفها بما ليس فيها
، وهو مرض ونفاق لا يرجى برؤه أوعلاجه ، لصعوبة زوال الطباع ، امتلأت بنشازهم صدور
الصحف ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
نقول لولي أمرنا : لا تلتفت إلى هؤلاء المضللين .. ولست بحاجة إلى بضاعتهم
المزجاة الفاسدة .. واتبع أمر الرسول r حيث يقول
"أحثوا التراب على وجوه المداحين !!" وامض في طريقك .. مواصلاً
طريق البناء والعمار والتنمية والإصلاح .. والشعب كله معك ووراءك ..
الأمر الأخر إنني وكمواطن عادي أود أطرح اقتراحات وأفكار على قيادتنا
الرشيدة ـ حفظهم الله ـ بشأن الأوضاع
الاقتصادية التي تمر بها بلادنا ـ حماها الله من كل شر وسوء ـ .. ومن ذلك :
ـ فرض ضرائب ورسوم ( لا تقل عن 20%) على جميع حوالات الوافدين المالية
إلى الخارج .. وقد وصلت قيمة الحوالات هذا العام 2015م فقط إلى 150 مليار ريال ..
كما أنها ـ حسب مختصين ـ تجاوزت الألف مليار ريال خلال العشر سنوات الأخيرة !! وهذا
الإجراء سيوفر لخزينة الدولة مبلغ 30 مليار ريال سنوياً !! والوافدون منذ أن قامت
هذه البلاد الكريمة وهم يحولون هذه المبالغ الهائلة إلى بلدانهم مجاناً بلا أي
تحمل ولا أي رسوم ..
ـ جميع الخدمات (ماء كهرباء هاتف بنزين ديزل وغيره) وكذلك المواد
التموينية المدعومة ، نأمل أن تقدم للوافدين بالسعر الرسمي الكامل بلا أي دعم
أوخفض !! ويقتصر الدعم في كل ذلك للمواطنين فقط دون غيرهم .. ويكفي الوافدين استمتعوه من هذا الدعم طويلاً .... مع العلم أن
هذا الإجراء معمولٌ به في أغلب بلدان العالم ( بما فيها العالم المتقدم) ..
ـ يوجد في بلادنا من 4 ـ 6 ملايين وافد مخالف غير نظامي (بالإضافة إلى
عشرة ملايين وافد نظامي).. وهؤلاء المخالفين طفيليات خبيثة تأكل في جسم المجتمع وتستنزف
خيراته وطاقاته ومقدراته (ماء وكهرباء وطاقة وغذاء وخدمات وغيره) وكذلك تتحكم في
مفاصل الاقتصاد بالبلاد ، بلا أي مقابل يقدمونه إطلاقاً .. نتمنى من الدولة ـ الآن
أكثر من أي وقتٍ مضى ـ أن تشدد في حملات تتبعهم والقبض عليهم ومعاقبتهم بأغلظ
العقوبات والغرامات وتخليص البلاد من قرفهم واستنزافهم وشرورهم ..
ـ مع العلم ، أن هؤلاء ـ وكذلك أغلب الوافدين النظاميين ـ هم أول من
يهربون من البلد ويتخلون عنه عند حدوث أدنى أزمة أو بلاء ـ لا سمح الله ـ وكلنا لا
زلنا نذكر ـ بقهر وغيظ ـ فعلهم المشين أبان أزمة الخليج في سنة 1991م حيث تخلوا عن
البلد ـ الذي لحوم أكتافهم من خيره ـ وهو في أشد وأمس الحاجة إليهم !!!
ـ ونعلم جميعاً أن معظم الأنشطة الاقتصادية في البلد (أكثر من 90%)
يملكها ويديرها وافدون .. يتستر عليهم ـ للأسف ـ خرفان سعوديون مغفلون حمقى لا
يفقهون من معنى الوطنية شيئاً .. فقط مقابل ريالات معدودة ينالونها شهرياً !!
ـ ومن الإجراءات التي نتمنى أن نراها فرض الرسوم والضرائب العالية على
البنوك والشركات الكبرى والتجار الكبار .. وإجبارهم على خدمة المجتمع وإقامة
المشاريع الصحية والتعليمية والإسكانية والتنموية وغيرها .. هذه البنوك والشركات والتجار
يستحوذون على أرباح بمليارات الريالات سنوياً ولا يقدمون لوطنهم ولمجتمعهم شيئاً
يذكر !!!
ـ موافقة ولي الأمر على فرض الرسوم على الأراضي أحد أجل وأبرك قرارات
الملك حفظه الله .. ونتمنى أن تشمل الرسوم حتى الأراضي المطورة والمخدومة داخل النطاق
العمراني ومهما كانت مساحتها ، وبدون هذا الإجراء لن يسمح لصوص وتجار الأراضي
بحصول انخفاضات في الأسعار .. كذلك في هذا الإجراء خدمة حقيقية للمجتمع ودخل إضافي
كبير للدولة ..
ـ سارت الدولة في هذا العهد المبارك على نهج استرداد الأراضي المسروقة
والمنهوبة من لصوص وهوامير الأراضي .. نتمنى أن تستمر في ذلك بكل قوة وشدة وإيقاع
أشد العقوبات والغرامات على هؤلاء اللصوص .. ونتمنى أن لا يستثنى أي أحد من ذلك
الإجراء ـ وإن حصلت استثناءات سيموت القرار ـ ...
ـ تعتمد بلادنا في ميزانيتها على النفط بنسبة 90 %.. وهذه من الأخطاء
الشنيعة التي لا زلنا نسير عليها .. وما نحن فيه من ابتلاء فرصة كبرى للتوجه بكل
قوة واندفاع صوب تنويع مصادر الدخل بعيداً تماماً عن النفط ...
ـ فتح المجال واسعاً لجذب الاستثمارات الأجنبية المتنوعة إلى بلادنا
.. ومن مختلف البلدان المعروفة بقوة وكفاءة اقتصادها ، وتقديم كافة التسهيلات
والإعفاءات لهم .
ـ المضي قدماً وبكل قوة وسرعة في إتمام وإنجاز المشاريع التنموية
الاستراتيجية الهامة والضخمة .. كمشاريع الإسكان ومشارع النقل (وخصوصاً القطارات)
..
ـ لجوء الدولة إلى تحميل المواطنين جزء من الأعباء والتكاليف نرجو أن
يكون آخر الحلول (وآخر العلاج الكي) .!!
ـ ونتوجه إلى الله تعالى بالدعاء الخالص أن تجتاز بلادنا الغالية هذه
الضائقة وهذه الأزمة والمحنة قريباً ..وأن تعود كما كانت وأفضل .. إنه ولي ذلك
والقادر عليه !!
بقلم : أحمد معمور العسيري