بالأمس .. وقبيل المغرب بدقائق معدودة وأنا
متوجه للإفطار في منزل الوالدة وعند إحدى الإشارات المرورية بالدمام .. وجدت أمامي
عائلة هندية كاملة (أب وأم وأبناؤهم الأربعة أعمارهم من 6ـ17 تقريباً).. تطوعت الأسرة
كاملةً لمهمة توزيع إفطار صائم عند تلك الإشارة بمبادرة شخصية فردية منهم .. العائلة أثارت انتباه
ودهشة وإعجاب كل الموجودين ، بعملهم المتميز المنظم ..
لبس أنيق
جداً ونظيف وموحد ، وكل فرد له دور محدد ، فالأم تخرج الوجبات من الكراتين
وتناولها للأب والذي يوصلها للأبناء.. فيقومون بتوزيعها على السيارات الموجودة بكل
انسيابية وخفة وسرعة ونظام ، وواضح جداً مدى سعادتهم ورضاهم بما يقومون به ، حيث تعلو
وجوههم أرق وأجمل ابتسامة طوال الوقت .. أحسست أن الفرح يفيض من أرواحهم قبل
وجوههم !!
أما
الوجبة التي يوزعونها ..فهي حكاية أخرى لوحدها .. ليست في كيس اللحم الشفاف
المعتاد !! بل في علبة بلاستيكية أنيقة جداً وبألوان متعددة تصلح للاستخدام الدائم
، مغلقة ومربوطة بإحكام وبشكل أنيق بشريط هدايا ذو ألوان زاهية ، برباط متقاطع معقود
على شكل وردة ... وبداخل العلبة وجبة جميلة خفيفة متكاملة من خمس مكونات..
كان من
نصيبي واحدة منها .. فشكرتهم على صنيعهم المتميز الرائع وعلى استشعارهم بمدى قدسية
وجمال ما يقومون به .. فما أجمل أن نرى الأعمال التطوعية الخيرية في مجتمعنا ،
وأجمل من ذلك أن يُقدَّم العمل التطوعي
بشكل جميل وأنيق ولائق .. مكللاً بالابتسامة والفرح ، فشكراً لتلك العائلة الرائعة
!!