حج العام 1433 .. ما له وما عليه !!
بعد انتهاء موسم حج هذا العام ـ ولله الحمد ـ أتقدم لجميع الحجاج بالتهنئة الخالصة وأسأل الله لهم أن يتقبل حجهم وطاعاتهم ويعيدهم إلى بلدانهم ومدنهم سالمين غانمين .
ويطيب لي في هذه العجالة أن أتناول بعض إيجابيات وسلبيات حج هذا العام ـ حسب رؤيتي وملاحظاتي ـ ومما أخذته من أفواه حجاج عائدين .
ويطيب لي في هذه العجالة أن أتناول بعض إيجابيات وسلبيات حج هذا العام ـ حسب رؤيتي وملاحظاتي ـ ومما أخذته من أفواه حجاج عائدين .
أهم الايجابيات :
ـ أبرز إيجابية في حج هذا العام ضخامة عدد الحجاج ، أكثر من أربعة ملايين حاج ، ما يمثل أكبر عدد حجاج على مر التاريخ على الإطلاق ... ينطقون بأكثر من 190 لسان ولغة ، واستطاعت الدولة أن تتعامل معهم بنجاح تشكر عليها ...
ـ ودرة أعمال حج هذا العام كان جسر الجمرات , هذا المشروع العملاق (بأدواره الستة) الذي حل مشكلة التزاحم عند الجمرات من جذورها ، فمضت عملية الرمي في أيام النحر والتشريق بكل يسر وسلاسة وبدون أي زحام أو تدافع .
ـ افتتاح العديد من المشاريع وإدخالها في الخدمة هذا العام كساحات التوسعة في الحرم والطرق والأنفاق وغيرها .
ـ النجاح الآخر اللافت هو السيطرة على الحجاج الإيرانيين ومنعهم من إقامة أي مظاهر سياسية أو مذهبية !!
ـ النجاح الأمني ، حيث دفعت الدولة بأكثر من 120 ألفا من قوات الأمن لتنظيم المشاعر، وقاموا بعملهم بكفاءة واقتدار وتميز !
ـ توفير الخدمات الطبية والصحية والأسعافية بشكل مميز ولافت .
ـ توفير السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية بوفرة وبأسعار مناسبة .
ـ توفير خدمات الكهرباء والماء والاتصالات دون انقطاع .
أهم السلبيات :
ـ من أكبر سلبيات حج هذا العام اللافتة ارتفاع أسعار حملات حجاج الداخل ، فحملات كانت لا تتعدى 4أو5 آلاف ريال منذ عشر سنوات قفزت إلى العشرين ألفاً ، والدولة هي السبب المباشر في هذا البلاء !! حيث أجرت مخيمات منى وعرفة على الحملات بأسعار جنونية ، مم انعكس على أسعار الحملات !!
ـ ضعف الإجراءات الأمنية في مداخل مكة ، مما فتح المجال واسعاً للمهربين والمخالفين وغير النظاميين .
ـ عدد الحجاج المخالفين غير النظاميين هذا العام مليون وثلاث مئة ألف ، وهذا أكبر عدد مخالفين في تاريخ الحج ! وهذا باعتراف أمير منطقة مكة نفسه ، طبعاً هذا العدد الخرافي يؤدي إلى تنقيص الخدمات على الحجاج النظاميين .
ـ تفشي وازدياد ظاهرة الافتراش والتنقل بالعفش والتسول والسرقات وكل الظواهر السلبية المصاحبة للحجاج المخالفين ... ولا بد من إيجاد إجراءات رادعة وحقيقية وحازمة لمنع الحجاج المخالفين !!
ـ خطة السير والنقل غير الموفقة في المشاعر وفي مكة , فكان الحجاج يمكثون الساعات الطوال داخل حافلاتهم وسياراتهم رغم قصر المسافة ، وصل انتظارهم إلى 8 و10 ساعات لمسافات لا تتجاوز 2 كم !!
ـ مشكلة انعدام النظافة , فترى أكوام النفايات والقاذورات في جميع المشاعر ـ وخاصة عرفة ـ ، أكثر من الأعوام السابقة ، وبشكل يدعو للاشمئزاز والقرف !!
ـ فشل قطار المشاعر في مهامه ، فلا تنظيم ولا تحمل للعدد ولا انتظام في المواعيد ، كانت ساعات انتظاره تتجاوز الـست ساعات !! وحصلت فيه حوادث تدافع كبيرة .. أدت إلى سقوط عشرات المصابين .
ـ ومن السلبيات .. الارتفاع الفاحش في أسعار الأغنام وغيرها الأنعام ، حيث تضاعفت أربعة أضعاف عما كانت عليه منذ سنوات ، فالخروف النعيمي مثلاُ كان سعره ( 500 ـ 650 ريال) سنة 1423هـ ، في أيام الحج تراوح سعره بين ( 2400 ـ 3000ريال) !!
وقد اتجه الحجاج وعامة المضحين إلى كوبونات المؤسسات والجمعيات الخيرية ، حيث تتوافر بأسعار في متناول الجميع ، وهذه الارتفاعات الجنونية كانت بسبب عجز الدولة عن توفير الأغنام والمواشي قبل الموسم !!
ـ منذ ما يقارب الخمسين عاماً تقتصر إمامة وخطبة عرفة على الشيخ عبدالله آل الشيخ .. وقد بدا عليه في خطبة هذا العام الضعف والهزال بوضوح .. كما أن خطبته خلت تماماً من الدعاء لإخواننا المنكوبين في سوريا .. الذين هم أحوج أمة محمد إلى الدعاء والبكاء ... والسؤال : ألا يوجد بالبلد من يسد خطبة عرفة غيره !!؟؟
ـ وعند الانتهاء من الحج .. فشلت مطارات جدة والطائف ـ كعادتها ـ في التعامل مع الحجاج واستيعابهم ، فشهدت صالاتها ازدحامات واختناقات وتكدسات رهيبة .. غير مقبولة أطلاقاً !! ولا ندري لم هذا العجز والفشل السنوي ....
بقلم : أحمد معمور العسيري
الدمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق