الخميس، 28 مارس 2013

جامعة الدول العربية ... تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى !!


( جامعة الدول العربية ) ... تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى !!


 

 
 


    في العاصمة القطرية الدوحة في يوم الثلاثاء 14/5/1434هـ الموافق 26 مارس عقدت الجامعة العربية اجتماع قمة للقادة العرب ، هو اجتماع القمة الـ37 في تاريخها ، هذه الجامعة العتيدة مضى على تأسيسها 68 عاماً (منذ 1945م) ، تضم 22 دولة (مجموع سكان دولها 340 مليون نسمة) ، وهي ثمرة اقتراح بريطاني كان هدفه سيطرة بريطانيا على الجامعة ؛ للحصول على امتيازات في أراضيها ...

    هذه الجامعة قائمة على نظرية الوحدة والقومية العربية ، وهي نظرية فاشلة خاطئة ، أنكرها الإسلام وحاربها ، وقد أثبتت فشلها وعقمها الكامل على مدى سبعة عقود متتالية ، ولكن هؤلاء القادة العرب تأبى عقولهم أن تفهم ذلك أو تستوعبه ...!! فهم بدأوا مسيرة جامعتهم تلك ـ منذ 68عاماً ـ وقلوبهم متباينة متفرقة متنافرة ، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى !! و لا زالوا على ذاك الحال إلى اليوم !! بل هم أشدُّ عداوة من الأمس ...

       والوحدة الصحيحة التي يمكن أن تقوم في هذه الأمة هي وحدة الدين الإسلامي ورابطة العقيدة ، فهي الأساس الوحيد الذي يمكن أن يجمع هذه الأمة .. و لا أساس غيره يوحدهم ... قال تعالى : (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)[سورة الأنبياءٍ]

    فما الذي أنجزتْه الجامعة على مدى 68 عاماً من عمرها ؟  طوال هذه المدة لم تقم لهذه الجامعة العتيدة قائمة ، ولم تخرج بأي قرارات أو أفعال أو إنجازات (تبيِّض الوجه !!) وتذكر لها على صفحات التاريخ !! هي أقرب ما تكون إلى مؤسسة حكومات لا تمثل شعوبها في أكثر الأحيان ...

    العقم هو السمة السائدة على مناشطها وفعاليات ، وباتت توصياتها مضرب المثل على الشكلية والبؤس، حيث تتصدى لقضايا الأمة بالخطب الرنانة والبيانات الجوفاء ، سواء في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية بل والثقافية !! وصفها الوزير المفكر غازي القصيبي قائلاً : " أنها مُنَظمة تملك مناعة ضد المَوت وحَصَانة ضد التطور " !! .... تعيش مرحلة موت سريري .. وميئوس من شفائها !!


 

    فشلت ـ على مدى تاريخها ـ في توحيد الأمة العربية ، أو دعم الروابط الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بين الشعوب العربية ، وفشلت في توثق الصلات بين دولها ، فشلت في التوصُّل إلى سِياسات مشتركة بين الدول العربيَّة في المواقف الدوليَّة يلتَزِم بها الجميع ، كما فشلت في إيجاد روابط اقتصادية وإنشائية بين الدول الأعضاء، متمثلةً في شبكات الطرق والسكك الحديدية ، وإلغاء الحواجز الجمركيَّة ...

     فشلت في قمْع أيِّ عُدوان خارجي وقَع على دولةٍ عربيَّةٍ ؛ كالعُدوان الثلاثي على مصر، والاعتداءات الإسرائيليَّة على فلسطين ودول الجوار، والعُدوان الأمريكي على العراق، وفشلت في قمْع عُدوان دول عربيَّة على أخرى؛ كالعُدوان العراقي على الكويت ، وفشلت في إيقاف الحروب الأهليَّة كما في الصومال ..


 

    هي مؤسسة هزيلة ضعيفة .. بل أثبتت الوقائع التاريخية أنها باتت من أضعف المنظمات الإقليمية ، إن لم تكن أضعفها ، برغم أنها من أسنّ المنظمات حيث يناهز عمرها النصف قرن..وحالها كما قال الشاعر قديماً:

عجوزٌ تُرَجّي أن تكون صبيةً    وقد لحب الجنبان واحدودب الظَّهْرُ

تَدُسُّ إلى العطّار مِيرةَ أَهْلِها    وهل يُصْلِحُ العطارُ ما أفسدَ الدّهْـــرُ

    واضرب مثلاً بالاتحاد الأوربي ـ كوحدة ناجحة ـ فقد بدأ مسيرته بعد الجامعة بسنوات (1951م) لكنه سبق الجامعة العربية بسنوات ضوئية ، علماً بأن الأوربيين يتكلمون لغات شتى ، وكان بينهم حروب مريرة على امتداد قرون من الزمان !! مع ذلك تحوّل الاتحاد الأوربي خلال فترة وجيزة ـ وبما يشبه المعجزة ـ إلى تكتل سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي مؤثر في النظام العالمي ..

      فتم إلغاء الرسوم الجمركية على التجارة البينية بين الدول الأعضاء وتم إيجاد السوق الموحدة ، والعملة الموحدة اليورو، ثم تم إلغاء الحدود ، وتمَّ إنشاء البرلمان الأوروبي ، والمفوضية الأوروبية ، والمصرف المركزي الأوروبي .. كما تدرجت عضوية المجموعة من ست دول إلى أكبر تجمّع سياسي واقتصادي وأمني في أوروبا يضم في عضويته 28 دولة .

    و لا أرى حلاً لهذه الجامعة البائسة إلاَّ إلغائها .. فلا سبيل لإصلاح حالها .. فما بني على باطل يبقى باطلاً !!

 

بقلم : أحمد معمور العسيري

 

الأربعاء، 27 مارس 2013

نزاهة إلى أين .. !!


 
 
 
( نزاهة ) ... إلى أين !!؟

 





    قرأت إعلاناً بثته هيئة مكافحة الفساد "نزاهة" عبر بعض الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية ، وتمثّل الإعلان في صورة عامة للمقابر وقد كتب بخط بارز عليها قول الله تعالى "ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه"، وعقبت "نزاهة" أسفل الصورة بالقول: "المال زينة في الحياة الدنيا وغريزة طبيعية فطر الإنسان على حبها وكثيرا ما يؤدي طمع الإنسان إلى مجانبة الصواب في كسبه والسقوط في مهاوي الفساد".
 
       أنا ـ كمواطن في هذا البلد ـ اختلف مع الهيئة في هذا الأسلوب الذي لجأت إليه الهيئة ، وأرى إنه أوضح رسالة منها إنها عاجزة وغير قادرة على محاكمة المفسدين ، فهذا أسلوب من لا سلطة له ، ودليل بيِّن على ضعف سلطة هذه الهيئة والقائمين عليها ... فلماذا تلجأ نزاهة إلى هذا الأسلوب العقيم ؟
 
 
 
 
    كما أنَّ أغلب من تعودوا الفساد لا يجدي هذا الأسلوب نفعاً معهم ، وهم يمرون كثيراً على مشاهد كهذه وأشد منها في التذكير بالآخرة دون أن تحدث أي أثر أو تأثير لديهم ، والفاسدين لا يردعهم إلا التشهير والجزاءات الرادعة والحزم والقوة ، واستشهد بقول الرسول  : "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".
 
 
    ولي وقفة مع هذه الهيئة التي مضى على تأسيسها أكثر من عامين (13/4/1432هـ) هم لم ينفذوا ـ إلى اليوم ـ أي مبادرات فاعلة وحقيقية لمحاربة الفساد ، ولم يقللوا الفساد في البلد ، ولم يشهِّروا بأي فاسدين أو لصوص !! ولم يضعوا أي خطط أو برامج تكون كخارطة طريق لهم ، كما إنهم لم يخبرونا ـ من خلال تقارير سنوية ـ ما هي الإنجازات الباهرة والأعمال العظيمة التي حققوها حتى الآن ...
 
 
    كل ما نسمعه أو نقرأه عنهم ـ بين الحين والآخر ـ اكتشافهم لفساد أو سرقات صغيرة محدودة ارتكبتها جهة ما أو اقترفها موظفون صغار هنا أو هناك ـ قد يكون الجوع والفقر والديون هي التي قادتهم إلى ذلك ـ أو قيامهم بزيارات مفاجئة لبعض الجهات والتحقيق معهم ...
 
الأستاذ / محمد عبدالملك الشريف رئيس هيئة مكافحة الفساد
 
 
    والملاحظ إن أقوالهم وتصاريحهم أكثر من أفعالهم وإنجازاتهم !! وهذه الصفة الذميمة يشتركون بها مع أغلب الوزارات والجهات في الدولة ... هذه الهيئة تحولت إلى ظاهرة صوتية إعلامية فقط ..
 
 
    وحتى أقوالهم تحمل الخيبة والفشل ـ أحياناً ـ أكثر من أفعالهم ... فعندما سُئل رئيس الهيئة منذ أسابيع : ما دوركم في محاربة سرقات الشبوك والأراضي الهائلة المنهوبة ؟؟ أجاب : هذا ليس من اختصاصنا وليس من أعمالنا !!!
 
 
    حتى تفاعلهم وتواصلهم مع جمهور المواطنين غير فعال وغير متين ، فهم يضعون أرقام التواصل للاستهلاك المحلي وكدعاية إعلامية لأنفسهم ، يقسم لي أحدهم : إنه قدم لهم بلاغاً عن فساد مدعماً بأدلة وافية مستوفية وصريحة .. ومضى على بلاغه أكثر من أربعة أشهر ولم يحركوا ساكناً !! وإنه هو الذي يتصل بهم بين الحين والآخر ويعطيهم رقم المعاملة ويستفسر عنها !! وهم يقولون له :  انتظر نحن سنتصل بك !!!
 
 
    لما أرادت قريش الشفاعة والوساطة عند رسول الله للمخزومية التي سرقت ، استشاط غضباً  وقال : " «إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد» [رواه البخاري]....  وهذه الهيئة الموقرة إن لم تبدأ نشاطها القامع مع كبار القوم بدءاً من الأمراء ثم الوزراء ثم الأكبر فالأكبر، فلا داعي أبداً لوجودها ولا فائدة ترجى منها ، والأجدى للدولة أن تغلقها وتلغيها !!

 
    كبار الفاسدين يصولون ويجولون ويسرقون وينهبون ويفسدون في الأرض ، تحت غطاء أن الشرع أباح لهم أن يأخذوا  من المال العام ما يشاءون !! وثلاث أو أربع شركات ضخمة تحتكر كل مشاريع البلد التنموية التي ترصد لها تريليونات الريالات ...


      وحتى إنها ـ امتداداً لفسادها ـ لم تدرج أسهمها في سوق البورصة ، كل ذلك بلا حسيب ولا رقيب ، وغيرها  وغيرها من الأمور العظام التي يعلمها الجميع .. فمن سيحاسب هؤلاء .. ومتى !!!؟؟
 
 
       وأخيراً أقول : مرت ثلاث سنوات على خطاب " كائناً من كان " .. ولم تستطع هيئة مكافحة الفساد العتيدة.. القبض على هذا " الكائن " الخطير !! . . لذلك ..أقترح ..دمج هيئة مكافحة الفساد مع هيئة مكافحة التسول أو هيئة مكافحة الجراد .. !! 

 
 

                  بقلم : أحمد معمور العسيري