الثلاثاء، 30 يوليو 2013

تغطية أمسية نقدية في نادي الشرقية الأدبي ( لا تشتهِ امرأة جارك !!) الناقد عيد الناصر



نقد رواية (لا تشتهِ امرأة جارك) في محاضرة في أدبي الشرقية


صحيفة هام / أحمد معمور العسيري ـ الدمام :

ضمن النشاط المنبري في نادي الشرقية الأدبي للموسم الثقافي لعام 1434هـ نظم النادي أمسية نقدية للرواية الأولى للروائي الصحفي محمد المرزوق بعنوان «لا تشته امرأة جارك» قدمها الناقد عيد عبدالله الناصر ـ مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام ـ .. تحت عنوان «تحولات الإنسان والمكان في رواية لا تشته امرأة جارك.. وذلك في مساء الأحد 19/9/1434 هـ وبحضور مؤلف الرواية محمد المرزوق .. ، أدار الأمسية الأستاذ / محمد البشير وذلك في مقر النادي بالدمام .

وشهدت المحاضرة تفاعلاً بين المحاضر والجمهور ، كما شهدت العديد من المداخلات .. من الدكتور مبارك الخالدي و محمد الدميني وأحمد سماحة وعبدالله الدحيلان وغيرهم .. ساهمت في إثراء موضوع المحاضرة ..

وقد أظهرت الرواية مدى سيطرة التقاليد والعادات على مجتمع محافظ جداً، كما أُظهرت أيضاً الفوارق الاجتماعية بين البلدان العربية ، ورسمت شخصية غنيّة بتناقضاتها، مع مهارة كبيرة في الوصف والسرد.








الأحد، 21 يوليو 2013

من أخطاء الصائمين في رمضان


من أخطاء الصائمين في رمضان

شرع الله الصوم لغاية عظيمة ، هي تحصيل تقوى الله عزّ وجل ، وتزكية النفوس ، وتهذيب الأخلاق ، وليست الغاية من الصوم إدخال الضرر أو المشقة على العباد، وكلما كان الصوم موافقًا للأحكام الشرعية كان أعظم أجراً، بيد أن بعض الصائمين تصدر منهم أخطاء ومخالفات، قد تؤثر على صومهم أو تنقص أجره، وقد جمعنا من كتب أهل العلم ـ الموثوق بهم ـ بعض الأخطاء الشائعة التي ينبغي للصائم الحذر منها، فمنها:

أخطاء في العادات والسلوكيات :

ــ فمن الأخطاء في العادات التي يقع بها بعض الصائمين عدم إدراكهم لفضائل هذا الشهر الكريم، فيستقبلونه كغيره من شهور العام، وقصارى اهتمامهم شراء الأطعمة والمشروبات، بدلاً من الاستعداد للطاعة والعبادة .

ــ ومن الأخطاء - التي تصدر من ضعاف الإيمان - التأفف من دخول شهر رمضان، وتمني ذهابه وسرعة زواله وانقضائه؛ وذلك لما يشعر به من ثقل الطاعة على نفسه .

ــ عدم التفقه في أحكام الصيام وعدم السؤال عنها، فإن صوم رمضان فريضة وعبادة، يجب على المسلم أن يعرف كيف يؤديها على الوجه الصحيح المقبول .

ــ عدم تجنب المعاصي أثناء صيامهم؛ فتجد الصائم يتحرز من الأكل والشرب والجماع، لكنه لا يتحرز من الغيبة والنميمة واللعن والسباب والنظر إلى المحرمات، وقد قال النبي r : (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) .

ــ سوء الخلق، وسرعة الغضب، والطيش في نهار رمضان، عند بعض الصائمين، والمفروض عكس ذلك .

ـ استقبال بعض المسلمين لهذا الشهر الكريم بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات تصل لدرجة الإسراف والتبذير.

ــ تخصيص هذا الشهر بالطاعة والاستقامة دون غيره من الشهور، فما أن ينقضي الشهر حتى يعود بعض الناس إلى ما كانوا قد اعتادوه من ارتكاب المعاصي ، وهو خطأ عظيم، ودلالة على عدم قبول العبادة .

ــ ومنها ما يُلاحظ في أول شهر رمضان من كثرة المصلين والمقبلين على العبادة والطاعة، ثم لا يلبث أن يتسلل الفتور والتقصير إليهم، فيخبو هذا الحماس في آخر الشهر المبارك ..

ـ إهدار الأوقات الفاضلة من نهار رمضان في متابعة المسابقات الفضائية والمسلسلات الماجنة وما يصاحب ذلك من الموسيقى والغناء.

ـ ضياع أوقات بعض النساء في إعداد الطعام، فلا تنتهي من الأطعمة إلاّ مع أذان المغرب، فيضيع عليها اليوم دون ذكر أو عبادة أو قراءة للقرآن .

ــ اتخاذ هذا الشهر فرصة للنوم والكسل في النهار، وما يترتب عليه من إضاعة الصلوات والعبادات .

ـ ضياع الأوقات في ليالي رمضان في الزيارات الفارغة، التي تمتد لساعات متأخرة من الليل وربما إلى الفجر، أو الانشغال بمتابعة القنوات الفضائية ، فيضيع الليل كله بلا أي عبادة .

ـ خروج بعض النساء إلى المسجد لصلاة العشاء والتراويح بلباس الزينة مع التعطر، مع ما في ذلك من أسباب الفتنة، والرسول r  يقول: (أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية) .

ــ تأخير بعض الصائمين صلاتي الظهر والعصر عن وقتيهما لغلبة النوم، يقول الله تعالى : (فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون) [الماعون:4-5].

ـ الانشغال في العشر الأواخر من رمضان ـ والتي فيها ليلة القدرـ بالتجهيز للعيد والتجول في الأسواق، وهو خلاف هدي النبي r الذي كان يجتهد في هذه العشر ما لا يجتهد في غيرها لفضلها .

ـ كثرة خروج كثير النساء إلى الأسواق في ليالي رمضان ، والواجب على المرأة الفاضلة أن تتجنب ذلك .

 

أخطاء في العبادات :

ـ من الأخطاء في العبادات تعجيل السحور ، والسنة تأخيره. يقول رسول الله r : { بكروا بالإفطار وأخروا السحور }

ـ ومنها تأخير الفطور، والرسول r يقول: (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)) متفق عليه .

ــ ومنها تحرج بعض النساء من تذوق الطعام خشية إفساد الصوم، قال الشيخ ابن جبرين: (لا بأس بتذوق الطعام للحاجة بأن يجعله على طرف لسانه، ولكن لا يبتلع منه شيئاً بل يمجه أو يخرجه من فيه) .

ــ ومنها عدم تبييت النية للصيام ، و فقد ورد عن النبي r قوله: (من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له) .

ــ وعلى العكس من ذلك: البعض يتلفظ بالنية، وهذا خطأ، بل يكفي أن يبيت النية في قلبه ـ على قول جمهور العلماء ـ .

ــ ومنها مواصلة الشرب والأكل أثناء أذان الفجر، وهذا بفعله قد أفسد صومه، خاصة إذا كان المؤذن دقيقاً في توقيته .

ــ وعلى العكس من ذلك: أن بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد انتهاء المؤذن من أذانه، احتياطاً، وهذا خطأ أيضاً.

ــ ومنها أن بعض الناس إذا بلغه أن هذه الليلة هي أول ليلة في رمضان لا يصلي صلاة التراويح، وهذا خطأ فإنه بمجرد رؤية هلال رمضان فمن السنة أن يصلى التراويح مع جماعة المسلمين في المسجد في تلك الليلة.

ــ ومنها تحرج البعض من استعمال السواك في نهار رمضان، قال رسول الله r : (لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة) [متفق عليه].

ــ ومنها اعتقاد البعض تحريم معاشرة النساء في ليل رمضان، وهذا خطأ فالتحريم يكون في النهار فقط، قال تعالى : (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) [البقرة:187].

ــ  ومن الأخطاء: امتناع بعض النساء عن الصيام إذا طهرت قبل الفجر، ولن تتمكن من الغسل لضيق الوقت، والواجب أن تصوم ، ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح. (فتاوى الصيام)

ــ  ومنها تحرج بعض الناس عندما يصبح جنباً ، فيظن أن صومه باطل وعليه القضاء وهذا خطأ، فقد كان النبي r يدركه الفجر وهو جنب، ثم يغتسل ويصوم.

ــ ومنها غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار، والصائم من الذين لا ترد دعوتهم.   قال رسول الله r : { ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر } .

ــ ومنها تحرج بعض الصائمين من الإفطار في السفر، وهذا خطأ فإن رخصة الإفطار في السفر قد دل عليه قول رسول الله r : (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه).

ــ ومن الأخطاء: المسارعة في قراءة القرآن بلا تدبر، بهدف ختمه فقط ، والواجب الترتيل في القراءة، والتأني والتدبر.

ــ وفي المقابل نجد التفريط في ختمه، فربما يمر رمضان كله على أحدهم  دون أن يختم فيه القرآن مرة واحدة .

ـ تحرج بعض الصائمين من بلع الريق، وما يصاحب ذلك من كثرة البصق، بحجة عدم إفساد صومه.

ــ تحرج بعض الصائمين من حلق الشعر، أو قص الأظافر، أو نتف الإبط، أو حلق العانة في نهار رمضان، بحجة أن ذلك يفسد الصيام، والصحيح: أن كل ذلك لا يفطر الصائم، بل هو من السنن المستحبة.

ــ ومن الأخطاء: المبالغة في التمضمض والاستنشاق في نهار رمضان بلا حاجة، بحجة شدة الحر.

ــ ومنها تحرج بعض مرضى الربو من استعمال البخاخ خوفاً من فساد صومه، يقول الشيخ ابن عثيمين: استعمال هذا البخاخ جائز للصائم..، وذلك لأن هذا البخاخ لا يصل إلى المعدة، وإنما يصل إلى القصبات الهوائية..) .

ــ ومن الأخطاء: تحرج بعض الصائمين من وضع قطرة العين، أو قطرة الأذن، أو وضع الحناء، أو الاكتحال،  والصحيح: أن كل هذا لا يفطّر ـ في أصح أقوال العلماء ـ الذي لا يجوز هو قطرة الأنف لأنها منفذ إلى المعدة.

ــ ومن الأخطاء: إضاعة سنة الاعتكاف مع القدرة عليها .

ــ من الأخطاء تأخير صدقة الفطر إلى أن يخرج وقتها ، كمن يخرجها بعد صلاة العيد ، والواجب إخراجها قبل الصلاة .

 

بقلم : أحمد معمور العسيري

الدمام

 

الجمعة، 19 يوليو 2013

معموريات 10 رمضان 1434


معموريات ..
 

الذكرى الـ12 لها .. فماذا بعد !!


 
          اثنا عشر عاماً انصرمت على  قضية توظيف الأموال (الجمعة والعيد) ولا زال أكثر من 11 ألف مساهم يكتوون بنيران حرمانهم من مدخرات حياتهم والتي تجاوزت في مجموعها أكثر من 3 مليارات ريال..

          يتألمون ويعانون أشد المعاناة بسبب حرمانهم من أموالهم ومدخراتهم ـ فمنهم من توفي ومنهم من أصيب بالجنون والأمراض النفسية ومنهم من ذهب إلى السجون بعد عجزه عن تسديد ما عليه للبنوك .. وبينهم النساء والقصر والأيتام وكبار السن والعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة ..

          وسط إهمال كامل وبرود تام وعدم جدية من جميع الجهات والإدارات الحكومية ـ بلا استثناء ـ وفشل تام لجميع اللجان المشكلة .. ومن أسوأ ما يحزن ويؤلم المساهمين انعدام الشفافية والتعميم التام على تفاصيل وتطورات القضية .. فلا يعلمون عنها أي شيء !!!

          ويشاهدون ـ بكل ألم وحسرة ـ حرامية توظيف الأموال (وخاصة جمعة الجمعة) يتمتعون بأرفه العيش وأنعمه بين القصور الفخمة والسيارات الفارهة والعيش الرغيد ... ويمارسون في القضايا المرفوعة ضدهم أنواع الاستهتار والتلاعب والنصب والاحتيال والتهرب ...

          ومن قابلتهم وحادثتهم من المساهمين يتمنون ويأملون من سمو أمير المنطقة الشرقية ـ حفظه الله ـ بأن يتولى بنفسه متابعة ومعالجة هذا الملف .. والعمل على إعادة الأموال المسروقة والحقوق المسلوبة إلى أصحابها البائسين المساكين !!

 

فوضى الأذانات ...

 
          نعيش هذه الأيام المباركة فوضى في أوقات رفع الأذان .. فرغم صدور فتوى شرعية من سماحة مفتي عام المملكة بالموافقة على جعل فترة ساعتين بين المغرب والعشاء وصدور قرار رسمي من وزارة الشؤون الإسلامية بذلك ـ ومنذ عدة سنوات ـ وتعميمه على جميع جوامع ومساجد المملكة ..

      لجعل فسحة زمنية مناسبة للصائمين بعد الإفطار .. إلا أن الكثيرين من الأئمة والمؤذنين يتمسكون بمزاجيتهم ويطبقون قانونهم الخاص ..  ففي الشرقية عندنا الوقت الرسمي والمطبوع في التقويم 8.35.. لكن تنطلق الأذانات من المساجد اعتباراً من الساعة 7.50 وما بعدها ، فيؤذن كل مسجد على توقيته الخاص وعلى مزاجه الخاص .. نطالب بإلزام الجميع بالتقيد بالوقت الرسمي المعلن والابتعاد عن الفوضى والمزاجية ..

 


مهرجان أرامكو الصيفي .. الذي افتقدناه !!



 
          افتقدنا هذا العام في الشرقية مهرجان أرامكو الصيفي.. الذي كان ضيفاً عزيزاً كريماً علينا خلال السنوات العشر الماضية .. أنشطة وفعاليات وعروض مبهرة رائعة وتنظيم فوق المتوقع ومتطوعون أكثر من رائعين ... وبمجانية كاملة.. فزرعوا البسمة والفرحة على وجوه سكان المنطقة وزوارها ..

          كان المهرجان الخيار الأول للزوار .. وما كانت تتفوق فيه أرامكو إلا على نفسها سنوياً .. ويحسب لها كتواصل مجتمعي ناجح بدرجة امتياز ...تحية كبرى لأرامكو  !! ونأمل أن نراها خلال أيام العيد وأن لا تنقطع السنوات المقبلة ..

أما المهرجان الذي نظمته أمانة الشرقية هذا العام ـ ولمدة عشرين يوماً فقط ـ فقد كان متواضعاً وهزيلاً ودون المستوى المتوقع !!
 
بقلم : أحمد معمور العسيري
الدمام

 

 

 

 



 
                                                                        

الخميس، 18 يوليو 2013

 

كيف نستقبل رمضان؟



      فرحة كُبرى تعيشها الأمة الإسلامية هذه الأيام، فها هي إزاء دورة جديدة من دورات الفلك ، تمرّ الأيام وتمضي الشهور، ويحلّ بنا هذا الموسم الكريم، وهذا الشهر العظيم، فيا لها من فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة تصفو فيها النفوس، وتهفو إليها الأرواح .. 
 
      وتكثر فيها دواعي الخير؛ تفتّح الجنات، وتتنزل الرحمات، وترفع الدرجات، وتغفر الزلات، شهر يعتبر مدرسة لتجديد الإيمان، وتهذيب الأخلاق، وشحذ الأرواح، وإصلاح النفوس، وضبط الغرائز، وكبح الشهوات .
      إنه فرصة للطائعين للاستزادة من العمل الصالح، وفرصة للمذنبين للتوبة والإنابة، كيف لا يفرح المؤمن بتفتيح أبواب الجنان؟! وكيف لا يفرح المذنب بتغليق أبواب النيران؟! يا لها من فرص لا يحرمها إلا محروم 
 
      كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول: (أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم).(رواه النسائي) .
      فكيف نستقبل هذا الضيف الكريم : نستقبله ـ أولاً ـ بالدعاء، فندعو الله أن يبلغنا هذا الشهر الكريم كما كان السلف يفعلون ذلك، فقد كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر حتى يتقبل منهم ..
 
      وندعوه أن يعيننا على أن نحسن العمل فيه، وأن يتقبل الله منا الأعمال في ذلك الشهر الكريم، ونستقبله بشكر الله على نعمة بلوغ رمضان، فكم من غيرنا مات ولم يبلغه !! ونستقبله بالتوبة والإنابة إلى الله، قال تعالى: (وَتُوبُوا اِلَى اللَّهِ جَمِيعًا اَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .
      نستقبله بالعزم والهمة العالية وعقد النية الصادقة على صلاح القول والعمل والاجتهاد في الطاعة، نستقبله بالإخلاص لله واتباع السنة في جميع الأعمال، قال تعالى:( فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)..
 
       ونستقبله بتعلم أحكام رمضان) فقه الصيام، أحكامه، آدابه، عباداته..)، ونستقبله بحفظ الوقت واستثماره في الطاعات، فالوقت نفيس، ومن نفاسته أن ما مضى منه لا يعود إلى قيام الساعة .
      ونستقبله بصيام نهاره (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)، وقيام ليله (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، ونستقبله بتلاوة القرآن (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان)..
 
      نستقبله بتفطير الصائمين (من فطّر صائماً فله مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء) متفق عليه، نستقبله بالجود والعطاء والصدقات، فقد كان رسول الله r أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان...) .
      ونستقبله بأداء العمرة في رمضان، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (عمرة في رمضان تعدل حجة معي)، ونستقبله بالاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، فعن عائشة أن النبي (كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله) .
 

      ونتحرى فيه ليلة القدر وقيامها، لقول النبي r : (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه، ونستقبله بإتقان العمل وإحسانه، قال تعالى: (اِنَّا لا نُضِيعُ اَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)، ونستقبله بالعفو والتسامح وحسن الخلق ... 
 
      لقوله صلى الله عليه وسلم : (فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإنه سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم) متفق عليه، ونستقبله بمحاسبة النفس، قال تعالى: (‏يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) .
      نستقبله بصلة الأرحام والزيارات في الله ، نستقبله بسلامة الصدر مع المسلمين، وألا تكون بينك وبين أي مسلم شحناء، نستقبله بالاجتهاد في حفظ الأذكار والأدعية (خاصة المتعلقة برمضان) .
      بهذا نستقبل رمضان، ونعيش رمضان، ونسعد برمضان، ونستفيد من رمضان، وإن لم نفعل ذلك، فالأمر كما قال: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من صيامه السهر)، كيف كان نبي الرحمة r يقضي رمضان ..
 
      يقول ابن القيّم: ( وكان هديه في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادة، وكان جبريل يدارسه القرآن، وكان يكثر فيه الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر والاعتكاف، وكان يخصّه من العبادات بما لا يخصّ به غيره)، تقبل الله صيامنا وعباداتنا!!
 
بقلم : أحمد معمور العسيري
الدمام