من أخطاء الصائمين في رمضان
شرع الله الصوم لغاية عظيمة ، هي تحصيل تقوى الله عزّ وجل ، وتزكية النفوس
، وتهذيب الأخلاق ، وليست الغاية من الصوم إدخال الضرر أو المشقة على العباد،
وكلما كان الصوم موافقًا للأحكام الشرعية كان أعظم أجراً، بيد أن بعض الصائمين تصدر منهم أخطاء
ومخالفات، قد تؤثر على
صومهم
أو تنقص أجره، وقد جمعنا من كتب أهل العلم ـ الموثوق بهم ـ بعض الأخطاء الشائعة
التي ينبغي للصائم الحذر منها، فمنها:
أخطاء في
العادات والسلوكيات :
ــ فمن
الأخطاء
في العادات التي يقع بها بعض الصائمين عدم إدراكهم لفضائل هذا الشهر الكريم، فيستقبلونه كغيره من
شهور العام، وقصارى اهتمامهم شراء الأطعمة والمشروبات، بدلاً من الاستعداد للطاعة والعبادة .
ــ ومن الأخطاء - التي تصدر من ضعاف الإيمان - التأفف
من دخول شهر رمضان، وتمني ذهابه وسرعة زواله وانقضائه؛ وذلك لما يشعر به من ثقل الطاعة على نفسه .
ــ عدم التفقه في أحكام الصيام وعدم السؤال
عنها، فإن صوم
رمضان
فريضة وعبادة، يجب على المسلم أن يعرف كيف يؤديها على الوجه الصحيح المقبول .
ــ عدم تجنب المعاصي أثناء صيامهم؛ فتجد الصائم
يتحرز من الأكل والشرب والجماع، لكنه لا يتحرز من الغيبة والنميمة واللعن والسباب والنظر إلى
المحرمات، وقد قال النبي r : (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) .
ــ سوء الخلق، وسرعة الغضب، والطيش في نهار رمضان، عند بعض
الصائمين، والمفروض عكس ذلك .
ـ استقبال بعض المسلمين لهذا الشهر الكريم
بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات
تصل لدرجة الإسراف والتبذير.
ــ تخصيص هذا الشهر بالطاعة والاستقامة دون غيره
من الشهور، فما أن ينقضي الشهر حتى يعود بعض الناس إلى ما كانوا قد اعتادوه من ارتكاب المعاصي ، وهو خطأ عظيم،
ودلالة على عدم قبول العبادة .
ــ
ومنها ما يُلاحظ في أول شهر رمضان من كثرة المصلين والمقبلين على العبادة والطاعة، ثم لا يلبث أن
يتسلل الفتور والتقصير
إليهم،
فيخبو هذا الحماس في آخر الشهر المبارك ..
ـ إهدار الأوقات
الفاضلة من نهار
رمضان في متابعة المسابقات الفضائية والمسلسلات الماجنة وما يصاحب ذلك من الموسيقى
والغناء.
ـ
ضياع أوقات بعض النساء في إعداد الطعام، فلا تنتهي من الأطعمة إلاّ مع أذان
المغرب، فيضيع عليها اليوم دون ذكر أو عبادة أو قراءة للقرآن .
ــ اتخاذ هذا الشهر فرصة للنوم والكسل في النهار، وما يترتب
عليه من إضاعة الصلوات والعبادات .
ـ
ضياع الأوقات في ليالي رمضان في الزيارات الفارغة، التي تمتد لساعات متأخرة من
الليل وربما إلى الفجر، أو الانشغال بمتابعة القنوات الفضائية ، فيضيع الليل كله بلا
أي عبادة .
ـ
خروج بعض النساء إلى المسجد لصلاة العشاء والتراويح بلباس الزينة مع التعطر، مع ما
في ذلك من أسباب الفتنة، والرسول r يقول:
(أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية) .
ــ تأخير بعض الصائمين صلاتي الظهر والعصر عن وقتيهما لغلبة النوم، يقول
الله تعالى : (فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون) [الماعون:4-5].
ـ
الانشغال في العشر الأواخر من رمضان ـ والتي فيها ليلة القدرـ بالتجهيز للعيد
والتجول في الأسواق، وهو خلاف هدي النبي r الذي كان يجتهد في هذه العشر ما لا يجتهد في غيرها لفضلها .
ـ كثرة خروج كثير النساء إلى الأسواق في ليالي
رمضان ، والواجب على المرأة الفاضلة أن تتجنب ذلك .
أخطاء في
العبادات :
ـ من الأخطاء في العبادات تعجيل السحور ، والسنة
تأخيره. يقول رسول الله r : { بكروا بالإفطار وأخروا السحور }
ـ ومنها تأخير الفطور، والرسول r
يقول: (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا
الفطر)) متفق عليه .
ــ ومنها تحرج بعض النساء من تذوق الطعام خشية إفساد الصوم، قال الشيخ ابن جبرين:
(لا بأس بتذوق الطعام للحاجة بأن يجعله على طرف لسانه، ولكن لا يبتلع منه شيئاً بل
يمجه أو يخرجه من فيه) .
ــ ومنها عدم تبييت النية للصيام ، و فقد ورد عن النبي r قوله: (من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له) .
ــ وعلى العكس من ذلك: البعض يتلفظ بالنية، وهذا خطأ، بل يكفي أن
يبيت النية في قلبه ـ على قول جمهور العلماء ـ .
ــ ومنها مواصلة الشرب والأكل أثناء أذان الفجر، وهذا بفعله قد
أفسد صومه، خاصة إذا كان
المؤذن
دقيقاً في توقيته .
ــ وعلى العكس من ذلك: أن بعض الصائمين لا
يفطر إلا بعد انتهاء المؤذن من
أذانه، احتياطاً، وهذا خطأ أيضاً.
ــ ومنها أن بعض الناس إذا بلغه أن هذه الليلة
هي أول ليلة في
رمضان لا يصلي صلاة التراويح، وهذا خطأ فإنه بمجرد رؤية هلال رمضان فمن السنة أن
يصلى التراويح مع جماعة
المسلمين
في المسجد في تلك الليلة.
ــ ومنها تحرج البعض من استعمال السواك في نهار
رمضان، قال رسول الله r : (لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك عند كل
صلاة) [متفق عليه].
ــ ومنها اعتقاد البعض تحريم معاشرة النساء في ليل رمضان، وهذا
خطأ فالتحريم
يكون في النهار فقط،
قال
تعالى : (أحل
لكم
ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) [البقرة:187].
ــ ومن الأخطاء: امتناع
بعض النساء عن الصيام إذا طهرت قبل الفجر، ولن تتمكن من الغسل لضيق الوقت، والواجب أن تصوم ، ولو لم تغتسل
إلا بعد أن أصبح
الصبح. (فتاوى الصيام)
ــ ومنها تحرج بعض الناس عندما يصبح
جنباً ، فيظن أن صومه باطل وعليه القضاء وهذا خطأ، فقد كان النبي r يدركه الفجر وهو جنب، ثم يغتسل ويصوم.
ــ ومنها غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار، والصائم
من الذين لا
ترد دعوتهم. قال رسول الله r : { ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر } .
ــ ومنها تحرج بعض الصائمين من الإفطار في السفر،
وهذا خطأ فإن
رخصة
الإفطار في السفر قد دل عليه قول رسول الله r : (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه).
ــ ومن الأخطاء: المسارعة في قراءة القرآن بلا
تدبر، بهدف ختمه فقط ، والواجب الترتيل في القراءة، والتأني والتدبر.
ــ وفي المقابل نجد التفريط في ختمه، فربما يمر
رمضان كله على أحدهم دون أن يختم فيه القرآن
مرة واحدة .
ـ تحرج بعض الصائمين من بلع
الريق، وما يصاحب ذلك من كثرة البصق، بحجة عدم إفساد صومه.
ــ تحرج بعض الصائمين من حلق الشعر، أو قص
الأظافر، أو نتف
الإبط،
أو حلق العانة في نهار رمضان، بحجة أن ذلك يفسد الصيام، والصحيح: أن كل ذلك لا يفطر الصائم،
بل هو من السنن المستحبة.
ــ ومن الأخطاء: المبالغة في التمضمض
والاستنشاق في نهار رمضان بلا حاجة، بحجة شدة الحر.
ــ ومنها تحرج بعض مرضى الربو من استعمال
البخاخ خوفاً من فساد صومه، يقول الشيخ ابن عثيمين: استعمال هذا البخاخ جائز
للصائم..، وذلك لأن هذا البخاخ لا يصل إلى المعدة، وإنما يصل إلى القصبات الهوائية..) .
ــ ومن الأخطاء: تحرج بعض الصائمين من وضع قطرة العين، أو قطرة
الأذن، أو وضع الحناء، أو الاكتحال، والصحيح:
أن كل هذا لا يفطّر ـ في أصح أقوال العلماء ـ الذي لا يجوز هو قطرة الأنف لأنها
منفذ إلى المعدة.
ــ ومن الأخطاء: إضاعة سنة الاعتكاف مع القدرة
عليها .
ــ
من الأخطاء تأخير صدقة الفطر إلى أن يخرج وقتها ، كمن يخرجها بعد صلاة العيد ، والواجب إخراجها قبل
الصلاة .
بقلم : أحمد
معمور العسيري
الدمام