الأرجنتينيون .. ولصوص (المراعي)
!!
قبل بضع سنوات استيقظ الشعب
الأرجنتيني صباح أحد الأيام وإذا بتجـّار الدواجن والبيض قد اتفقوا جميعهم على رفع
سعر البيض ، عقدوا اتفاقهم ال سري القذر دون
أن يفكروا لحظة واحدة أن هناك من لا
يستطيع أن يجد قوت يومه وأن هناك من يكّد النهار والليل ليسـّد رمق أطفاله الجياع
.. هل تعلمون لماذا ؟
لانهم تجـّار جشعين حثالة .. لا يهمم إلا ملء جيوبهم بأموال الناس كيفما اتفق !!
فماذا حصل ؟ .. الشعب
الأرجنتيني شعب متحضر وقوي ويعرف القوانين ، كان الأرجنتيني ينزل إلى السوبرماركت
ويأخذ البيض وعندما يجد سعره مرتفعاً
يعيده إلى مكانه ويقول : لا بأس ، ليس هناك داع
للبيض حالياً ، لن يموت أبنائي إن تركوا البيض لفترة ، فالأكل ولله الحمد متوفر !! (خلـّوه
يفسد!!) كان هذا هو حال جميع المواطنين الأرجنتينيين
، كانوا متحدين ومتفقين فكرياً فيما بينهم ...
ماذا تتوقعون حصل بعد ذلك ؟ .. بعد أيام وكالعادة أتت سيارات
التوزيع الخاصة بشركات الدواجن
لتقوم بتنزيل الكميات الجديدة من البيض ، لكنهم فوجئوا بأن أصحاب المحلات
رفضوا إنزال أي كميات جديدة ، نظراً لأن
البيض الذي لديهم لم يبع !! فقال التجار : نصبر أياماً قليلة لعل وعسى أن يعود
المواطنين لشراء البيض !! فانتظروا
أياماً وانتظر الشعب أياماً وانتظروا وانتظروا ،،، لكن من هو الخاسر في فترة
الانتظار هذه ؟؟
هل
هم المواطنون الذين لم يأكلوا البيض
؟؟
أم
حثالة التجـّار الذين رفعوا سعر البيض ؟؟
ولا ننسى أن الدجاج
خلال فترة الانتظار استمر يبيض ويبيض ... وتورط حثالة التجـار بالبيض الذي ملأ
الدنيا ، فقد تكدّس البيض في الثلاجات
والمخازن والمستودعات والبقالات دون وجود مشترٍ ، وبعد مدة اتفق التجـّار على بيع البيض بسعره السابق قبل
الارتفاع !!
لكـّن الشعب الأرجنتيني الأبّي رفض أن يشتري
البيض مرة أخرى ،، وذلك لكي يتأدب التجـّار ولا يعودوا
لمثلها ،، فعادوا وخفضوا من السعر مرة أخرى .. لكن
الشعب الواعي لم يشترِ
.. فكادت عقول التجـّار أن تزول ، فالخسائر تتراكم والدمار قادم.....
أخيراً .. اتفق هؤلاء الحثالة الخاسرون وهم خاسئون بأن
يبيعوا البيض بربع سعره الأصلي مع تقديم
اعتذار رسمي للشعب في الصحف بعدم تكرار
ما حدث !! لقد مرَّغوا وجوه التجـّار بالتراب وداسوا عليهم بأقدامهم
.. وانتصروا عليهم !! وأعطوهم درساً قاسياً
وأثبتوا لهم أن التاجر بدون المواطن لا يساوي شيئاً ..
والمواطنون هم من يرفع التجار أو يخسف بهم .. بالاتحاد والاتفاق !! فهنيئاً لهذا الشعب الواعي المتحضر الراقي ، المتوحد والمتفق فكرياً والعارف لمصلحته وحقوقه !!
والمواطنون هم من يرفع التجار أو يخسف بهم .. بالاتحاد والاتفاق !! فهنيئاً لهذا الشعب الواعي المتحضر الراقي ، المتوحد والمتفق فكرياً والعارف لمصلحته وحقوقه !!
وما دعاني لاستدعاء هذه القصة ما قامت به بعض شركات الألبان مؤخراً ـ
وعلى رأسها شركة المراعي العملاقة ـ من نصب واحتيال ورفع لأسعارها ـ وصل الزيادة
إلى 50 % ـ !! وتغيير لعبواتها للتمويه على الناس !!
هذه الشركة لها سوابق لصوصية سوداء في السنوات الماضية يندى لها
الجبين .. فسبق أن رفعت الأسعار وسبق أن صغرت أحجام العبوات وسبق أن نقَّصت
الكميات في عبواتها ..وسبقت أن كوَّنت عصابات وعقدت اتفاقيات سرية في غرف مظلمة ـ مع
شركات أخرى على شاكلتها ـ اتفقوا خلالها على رفع الأسعار واللعب بالإنتاج ..
وقد كشفها وفضحها المواطنون الشرفاء وقمعتها الجهات الرسمية وقرعتها
بالعصا الغليظة على رأسها وأجبرتها على تعديل سلوكها والعودة عن سرقاتها .. لكن
هذه الخبيثة لا تترك خبثها ولصوصيتها .. فكلما تهيأ لها الجو وسنحت لها الفرص عادت
إلى عادتها القديمة .. رغم غناها الفاحش وكثرة أرباحها وإيراداتها !!
فهي تغطي بإنتاجها كامل رقعة المملكة ـ بلا استثناء ـ ، وفوق ذلك وصل توزيعها إلى دول الخليج كلها ..
فتضاعفت أرباحها أضعافاً مضاعفة .. لكن الطمع والجشع وكثرة الأموال أعماها عن الحق
والصواب ..
وهذه الشركة تماماً كما حدَّث الرسول r : " لَوْ أُعْطِيَ ابْنُ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ لابْتَغَى إِلَيْهِ ثَانِيًا ، وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا لابْتَغَى إِلَيْهِ ثَالِثًا ، وَلا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلا التُّرَابُ" ..
وهذه الشركة تماماً كما حدَّث الرسول r : " لَوْ أُعْطِيَ ابْنُ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ لابْتَغَى إِلَيْهِ ثَانِيًا ، وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا لابْتَغَى إِلَيْهِ ثَالِثًا ، وَلا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلا التُّرَابُ" ..
تأسست هذه الشركة منذ 23عاماً (عام 1991).. ومنذ ذلك الوقت وأرباحها
مستمرة ومتصاعدة .. ففي عام 2013 فقط تجاوزت مبيعاتها 11.22 مليار ريال وصافي أرباحها
4 مليار ريال .. ومبيعات التسعة أشهر الأولى من 2014 لامست 9.28 مليار ريال ،
وأرباح الفترة ذاتها 1.3 مليار ريال !!! وهذا يعود فضله ـ بعد الله تعالى ـ إلى
هذا الوطن المعطاء الآمن الخيِّر وإلى المواطن .. والشركة بدون المواطن والله لا تساوي وزن
ذبابة !!
بعد كل
المعطيات السابقة .. نجد أن هذه الشركة العملاقة مشاركاتها المجتمعية محدودة وقليلة
جداً ، فلا يوجد لها مساهمات كبرى متميزة في خدمة الوطن أوالمجتمع ، ..
فلا نراها شيدت للبسطاء والمحتاجين مجمعات أو وحدات سكنية ولا بنت مدارس ولا مستشفيات ولا مصانع ولا مساجد و لا طرق ولا أي مشاريع حيوية غير ربحية موجهة للمجتمع .. ولم تتبنَّ قضايا مجتمعية مثل القضاء على البطالة وتوظيف العاطلين وتزويج الشباب وغيرها ...
فلا نراها شيدت للبسطاء والمحتاجين مجمعات أو وحدات سكنية ولا بنت مدارس ولا مستشفيات ولا مصانع ولا مساجد و لا طرق ولا أي مشاريع حيوية غير ربحية موجهة للمجتمع .. ولم تتبنَّ قضايا مجتمعية مثل القضاء على البطالة وتوظيف العاطلين وتزويج الشباب وغيرها ...
أنا وكل
أسرتي وعائلتي ـ كمواطنين بسطاء ـ قاطعنا هذه السارقة ، ورفعت شكوى ضدها لدى وزير
التجارة مباشرة .. وهو المسؤول المخلص المتفاني الذي لن يرضى أبداً بسلوكيات ولصوصيات
هؤلاء !!
وأتمنى
من الجميع الانتباه التام إلى حقوقهم وعدم التفريط بها .. والذي يتغاضى ويسكت الآن
عن نصف ريال والله سيتغاضى ويخرس غداً عن ألف ريال وأكثر !!
ونطالب
الوزير ـ حفظه الله ـ ووزارته الموقرة على إجبار هذه الشركة على عدم التمادي في النصب
والاحتيال والتلاعب بأقوات الناس وإعادة الأسعار كما كانت ، كما نطالب بفرض
الغرامات الضخمة عليها عقاباً لها على سرقاتها واحتيالاتها ، كذلك منعها من
التصدير للخارج ، والتشهير بها وفضحها على رؤوس الأشهاد .. حتى تكون عبرة لغيرها ويكون
درساً أليماً لها !!
ونطالب
المسؤولين في الدولة ـ أياً كانت مواقعهم ومسؤولياتهم ـ إجبار وإلزام أمثال هذه
الشركات الضخمة والتي أرباحها بالمليارات أن تخصص نسبة مئوية تكون معلنة وإلزامية من
أرباحها لخدمة المجتمع وبناء المجتمع والوطن والمشاركة والمساهمة في المشاريع
التنموية والحيوية التي تخدم الناس مباشرة (خصوصاً الفئات المتوسطة والفقيرة) !!
بقلم : أحمد معمور
العسيري
الدمام