الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

الأرجنتينيون .. ولصوص (المراعي) !!



الأرجنتينيون .. ولصوص (المراعي) !!



قبل بضع سنوات استيقظ الشعب الأرجنتيني صباح أحد الأيام وإذا بتجـّار الدواجن والبيض قد اتفقوا جميعهم على رفع سعر البيض ، عقدوا اتفاقهم ال سري القذر دون أن يفكروا لحظة واحدة أن هناك من لا يستطيع أن يجد قوت يومه وأن هناك من يكّد النهار والليل ليسـّد رمق أطفاله الجياع .. هل تعلمون لماذا ؟ لانهم تجـّار جشعين حثالة .. لا يهمم إلا ملء جيوبهم بأموال الناس كيفما اتفق !!

فماذا حصل  ؟ .. الشعب الأرجنتيني شعب متحضر وقوي ويعرف القوانين ، كان الأرجنتيني ينزل إلى السوبرماركت ويأخذ البيض وعندما يجد سعره مرتفعاً يعيده إلى مكانه ويقول : لا بأس ، ليس هناك داع للبيض حالياً ، لن يموت أبنائي إن تركوا البيض لفترة ، فالأكل ولله الحمد متوفر !! (خلـّوه يفسد!!) كان هذا هو حال جميع المواطنين الأرجنتينيين ، كانوا متحدين ومتفقين فكرياً فيما بينهم ...

ماذا تتوقعون حصل بعد ذلك ؟ .. بعد أيام وكالعادة أتت سيارات التوزيع الخاصة بشركات الدواجن لتقوم بتنزيل الكميات الجديدة من البيض ، لكنهم فوجئوا بأن أصحاب المحلات رفضوا إنزال أي كميات جديدة ، نظراً لأن البيض الذي لديهم لم يبع !! فقال التجار : نصبر أياماً قليلة لعل وعسى أن يعود المواطنين لشراء البيض   !! فانتظروا أياماً وانتظر الشعب أياماً وانتظروا وانتظروا ،،، لكن من هو الخاسر في فترة الانتظار هذه ؟؟

هل هم المواطنون الذين لم يأكلوا البيض ؟؟

أم حثالة التجـّار الذين رفعوا سعر البيض ؟؟

ولا ننسى أن الدجاج خلال فترة الانتظار استمر يبيض ويبيض ... وتورط حثالة التجـار بالبيض الذي ملأ الدنيا ، فقد تكدّس البيض في الثلاجات والمخازن والمستودعات والبقالات دون وجود مشترٍ ، وبعد مدة اتفق التجـّار على بيع البيض بسعره السابق قبل الارتفاع !!

لكـّن الشعب الأرجنتيني الأبّي رفض أن يشتري البيض مرة أخرى ،، وذلك لكي يتأدب التجـّار ولا يعودوا لمثلها ،، فعادوا وخفضوا من السعر مرة أخرى .. لكن الشعب الواعي لم يشترِ .. فكادت عقول التجـّار أن تزول ، فالخسائر تتراكم والدمار قادم.....

أخيراً .. اتفق هؤلاء الحثالة الخاسرون وهم خاسئون بأن يبيعوا البيض بربع سعره الأصلي مع تقديم اعتذار رسمي للشعب في الصحف بعدم تكرار ما حدث !! لقد مرَّغوا وجوه التجـّار بالتراب وداسوا عليهم بأقدامهم  .. وانتصروا عليهم !! وأعطوهم درساً قاسياً وأثبتوا لهم أن التاجر بدون المواطن لا يساوي شيئاً .. 

والمواطنون هم من يرفع التجار أو يخسف بهم .. بالاتحاد والاتفاق !! فهنيئاً لهذا الشعب الواعي المتحضر الراقي ، المتوحد والمتفق فكرياً والعارف لمصلحته وحقوقه !!

وما دعاني لاستدعاء هذه القصة ما قامت به بعض شركات الألبان مؤخراً ـ وعلى رأسها شركة المراعي العملاقة ـ من نصب واحتيال ورفع لأسعارها ـ وصل الزيادة إلى 50 % ـ !! وتغيير لعبواتها للتمويه على الناس !!

هذه الشركة لها سوابق لصوصية سوداء في السنوات الماضية يندى لها الجبين .. فسبق أن رفعت الأسعار وسبق أن صغرت أحجام العبوات وسبق أن نقَّصت الكميات في عبواتها ..وسبقت أن كوَّنت عصابات وعقدت اتفاقيات سرية في غرف مظلمة ـ مع شركات أخرى على شاكلتها ـ اتفقوا خلالها على رفع الأسعار واللعب بالإنتاج ..

وقد كشفها وفضحها المواطنون الشرفاء وقمعتها الجهات الرسمية وقرعتها بالعصا الغليظة على رأسها وأجبرتها على تعديل سلوكها والعودة عن سرقاتها .. لكن هذه الخبيثة لا تترك خبثها ولصوصيتها .. فكلما تهيأ لها الجو وسنحت لها الفرص عادت إلى عادتها القديمة .. رغم غناها الفاحش وكثرة أرباحها وإيراداتها !!

فهي تغطي بإنتاجها كامل رقعة المملكة ـ بلا استثناء ـ  ، وفوق ذلك وصل توزيعها إلى دول الخليج كلها .. فتضاعفت أرباحها أضعافاً مضاعفة .. لكن الطمع والجشع وكثرة الأموال أعماها عن الحق والصواب ..

وهذه الشركة تماماً كما حدَّث الرسول r : " لَوْ أُعْطِيَ ابْنُ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ لابْتَغَى إِلَيْهِ ثَانِيًا ، وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا لابْتَغَى إِلَيْهِ ثَالِثًا ، وَلا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلا التُّرَابُ" ..

تأسست هذه الشركة منذ 23عاماً (عام 1991).. ومنذ ذلك الوقت وأرباحها مستمرة ومتصاعدة .. ففي عام 2013 فقط تجاوزت مبيعاتها 11.22 مليار ريال وصافي أرباحها 4 مليار ريال .. ومبيعات التسعة أشهر الأولى من 2014 لامست 9.28 مليار ريال ، وأرباح الفترة ذاتها 1.3 مليار ريال !!! وهذا يعود فضله ـ بعد الله تعالى ـ إلى هذا الوطن المعطاء الآمن الخيِّر وإلى المواطن .. والشركة بدون المواطن والله لا تساوي وزن ذبابة !!

بعد كل المعطيات السابقة .. نجد أن هذه الشركة العملاقة مشاركاتها المجتمعية محدودة وقليلة جداً ، فلا يوجد لها مساهمات كبرى متميزة في خدمة الوطن أوالمجتمع ، ..

فلا نراها شيدت للبسطاء والمحتاجين مجمعات أو وحدات سكنية ولا بنت مدارس ولا مستشفيات ولا مصانع ولا مساجد و لا طرق ولا أي مشاريع حيوية غير ربحية موجهة للمجتمع .. ولم تتبنَّ قضايا مجتمعية مثل القضاء على البطالة وتوظيف العاطلين وتزويج الشباب وغيرها ...

أنا وكل أسرتي وعائلتي ـ كمواطنين بسطاء ـ قاطعنا هذه السارقة ، ورفعت شكوى ضدها لدى وزير التجارة مباشرة .. وهو المسؤول المخلص المتفاني الذي لن يرضى أبداً بسلوكيات ولصوصيات هؤلاء !!

وأتمنى من الجميع الانتباه التام إلى حقوقهم وعدم التفريط بها .. والذي يتغاضى ويسكت الآن عن نصف ريال والله سيتغاضى ويخرس غداً عن ألف ريال وأكثر !!

ونطالب الوزير ـ حفظه الله ـ ووزارته الموقرة على إجبار هذه الشركة على عدم التمادي في النصب والاحتيال والتلاعب بأقوات الناس وإعادة الأسعار كما كانت ، كما نطالب بفرض الغرامات الضخمة عليها عقاباً لها على سرقاتها واحتيالاتها ، كذلك منعها من التصدير للخارج ، والتشهير بها وفضحها على رؤوس الأشهاد .. حتى تكون عبرة لغيرها ويكون درساً أليماً لها !!

ونطالب المسؤولين في الدولة ـ أياً كانت مواقعهم ومسؤولياتهم ـ إجبار وإلزام أمثال هذه الشركات الضخمة والتي أرباحها بالمليارات أن تخصص نسبة مئوية تكون معلنة وإلزامية من أرباحها لخدمة المجتمع وبناء المجتمع والوطن والمشاركة والمساهمة في المشاريع التنموية والحيوية التي تخدم الناس مباشرة (خصوصاً الفئات المتوسطة والفقيرة) !!


بقلم : أحمد معمور العسيري

الدمام



الخميس، 9 أكتوبر 2014

ذكرى البوسنة المؤلم .. وواقع سوريا !!











    في 6 إبريل 2014  صادف مرور 22 عاماً على حرب الإبادة المروعة الي شنها الصرب على مسلمي البوسنة واستشهد فيها 300 ألف مسلم ..
واغتصبت فيها 60 ألف امرأة وطفلة وهجّر مليون ونصف ..



- هل تذكرونها أم نسيناها ؟؟  أم لا تعرف عنها شيئا أصلا ؟؟!!!




- مذيع سي إن إن يتحدث عن ذكرى المجازر البوسنية ويسأل كريستيانا مامبور ( المراسلة الشهيرة ):
هل يمكن مقارنة البوسنة بسوريا ؟
هل التاريخ يعيد نفسه ؟




- كريستيانا مامبور من سي إن إن تعلق على ذكرى البوسنة:
كانت حرباً قروسطية ، قتل وحصار وتجويع ..

أوروبا رفضت التدخل وقالت:حرب أهلية .. كان ذلك خرافة ..



- استمر الهولوكوست نحو 4 سنوات هدم الصرب فيها أكثر من 800 مسجد !!
بعضها يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر الميلادي
وأحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية ..




- تدخلت الأمم المتحدة فوضعت بوابين على مداخل المدن الإسلامية
مثل غوراجدة وسربرنيتسا وزيبا ..
لكنها كانت تحت الحصار والنار ..  فلم تغن الحماية شيئاً ..




- وضع الصرب آلاف المسلمين في معسكرات اعتقال وعذبوهم وجوعوهم حتى أصبحوا هياكل عظمية ..
ولما سئل قائد صربي : لماذا ؟  قال: إنهم لا يأكلون الخنزير!




- نشرت الغارديان أيام المجازر البوسنية .. خريطة على صفحة كاملة  تظهر مواقع معسكرات اغتصاب النساء المسلمات ...
17 معسكراً ضخماً بعضها داخل صربيا نفسها ..




- اغتصب الصرب الأطفال .. رأيت طفلة عمرها 4 سنوات والدم يجري من بين ساقيها ..
ونشرت الغارديان تقريراً عنها بعنوان:
الطفلة التي ذنبها أنها مسلمة ..




- دعا الجزار ملاديتش قائد المسلمين في زيبا إلى اجتماع .. وأهدى إليه سيجارة ، وضحك معه قليلاً .. ثم انقض عليه وذبحه !
وفعلوا الأفاعيل بزيبا وأهلها ..




- لكن الجريمة الأشهر كانت حصار سربرنتسا
كان الجنود الدوليون يسهرون مع الصرب ويرقصون
وكان بعضهم يساوم المسلمة على شرفها مقابل لقمة طعام ..




- حاصر الصرب سربرنتسا سنتين .. لم يتوقف القصف لحظة
كان الصرب يأخذون جزءاً كبيراً من المساعدات التي تصل إلى البلدة .. ثم قرر الغرب تسليمها للذئاب ..




- الكتيبة الهولندية التي تحمي سربرنتسا تآمرت مع الصرب
ضغطوا على المسلمين لتسليم أسلحتهم مقابل الأمان ..
رضخ المسلمون بعد إنهاك وعذاب
وبعد أن أطمأن الصرب انقضوا على سربرنتسا
فعزلوا ذكورها عن إناثها
جمعوا 12000 من الذكور ( صبياناً ورجالاً )
فذبحوهم جميعاً ومثلوا بهم ..




- من أشكال التمثيل:
كان الصربي يقف على الرجل المسلم فيحفر على وجهه
وهو حي صورة الصليب الأرثوذكسي
( من تقرير لمجلة نيوزويك أو تايم ) ..





- كان بعض المسلمين يتوسل إلى الصربي أن يجهز عليه من شدة ما يلقى من الألم
أما النساء فاعتدي على شرفهن
وقتل بعضهن حرقاً وشرد أخريات في الآفاق ..




- استمر الذبح أياماً في سربرنتسا
كان سقوطها في آخر تموز/ يوليو1995
كانت الفصل الأخير من حرب الإبادة لإخوتنا
الذين كان ذنبهم أنهم مسلمون مثلنا ..




- كانت الأم تمسك بيد الصربي .. ترجوه ألا يذبح فلذة كبدها
فيقطع يدها ثم يجز رقبته أمام عينيها ..
كانت المذبحة تجري وكنا نرى ونسمع ونأكل ونلهو ونلعب ..




- وبعد ذبح سربرنتسا .. دخل الجزار رادوفان كاراجتش المدينة فاتحاً وأعلن:
سربرنتسا كانت دائماً صربية وعادت الآن إلى أحضان الصرب ..




- كان الصرب يغتصبون المسلمة .. ويحبسونها 9 أشهر حتى تضع حملها ، لماذا ؟
قال صربي لصحيفة غربية :
نريد أن تلد المسلمات أطفالاً صربيين
Serb babies
- ونحن نتذكر البوسنة وسراييفو وبانيالوكا وسربرنتسا
نقولها ونعيدها :
لن ننسى البلقان
لن ننسى غرناطة
لن ننسى فلسطين
وبالطبع لن ننساك يا شام ..




- في مرور 22 عاماً على جريمة .. أوروبا والصرب في البوسنة
نقول: لن ننسى ، لن نعفو .. ولن نصدق أبداً أبداً
شعارات التسامح والتعايش وحقوق الإنسان ..




- في غمرة القتل في البوسنة كتبت صحيفة فرنسية:
يتضح لنا من تفاصيل ما يجري في البوسنة
أن المسلمين وحدهم هم الذين
يتمتعون بثقافة جميلة ومتحضرة ..




- وهنا يجب أن نسجل بمداد من العار .. مواقف العجوز الأرثوذكسي بطرس غالي
الذي كان وقتها أمين الأمم المتحدة
والذي انحاز بشكل سافر إلى إخوانه الصرب ..




- لكننا بعد 22 عاماً لم نتعلم الدرس .. هانحن نشهد بوسنة أخرى في العالم العربي ..
نلوم الغرب على ذبح شعب مسلم في قلب أوروبا ؟
ولكن الشام بضعة منا




- إضافة لا بد منها: كان الصرب يتخيرون للقتل
علماء الدين وأئمة المساجد والمثقفين ورجال الأعمال
وكانوا يقيدونهم ثم يذبحونهم ويرمونهم في النهر




- كان الصرب إذا دخلوا بلدة بدؤوا بهدم مسجده
ويقول أحد المسلمين : إذا هدم الصرب مسجد البلدة
فليس لنا إلا النزوح منها
كان المسجد يمثل كل شيء




- أذكر أن صحيفة بريطانية وصفت ..إبادة المسلمين في البوسنة بهذه العبارة:
حرب في القرن العشرين تُشن .. بأسلوب القرون الوسطى
وهي الآن تشن في سوريا بنفس الطريقة  والعالم يتفرج





بقلم : أ . بيان الطنطاوي (صيد الفوائد)


مذبحة البوسنة .. وصمة العار الغائرة في جبين أوربا !!


وصمة العار “الغائرة” في جبين أوروبا!





    

    قبل أيام (6/4/2014) مرت الذكرى العشرون لحرب الإبادة التي شنَّها الصرب على شعب البوسنة والهرسك المسلم (1992ــ 1995م).. إنها أبشع مذبحة عرقية شهدتها أوروبا في القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية .. 


     ولكنها مرت دون ذكر لا من الساسة ولا من الإعلام والسبب أن الجريمة وقعت بحق شعب مسلم.


     في بداية تلك المذبحة كنت من أوائل الصحفيين الذين ذهبوا إلى هناك ورأيت بأم عيني ما تشيب له الولدان على مدى عشرين يومًا..


     وحضرت أول مؤتمرٍ أوروبي إغاثي من أجل البوسنة وفوجئت يومها أنه لليس للإغاثة ولكنه للإجهاز على ما تبقَّى من شعب البوسنة فقد كان جميع حضور المؤتمر من قادة الكنائس الأوروبية باستثناء رئيس وزراء كرواتيا جاءوا جميعًا ليتدارسوا كيف يغيرون دين المشردين والمنكوبين والهائمين على وجوههم ... 


     ولكن المذبحة فشلت في الإجهاز على ذلك الشعب كما أن خطة أوروبا فشلت في تذويبهم داخل الكنائس، وقدَّر الله سبحانه وتعالى أن تكون تلك المذبحة إحياءً جديدًا لهذا الشعب وباعثًا على اندفاعه نحو دينه الإسلامي بصورةٍ مذهلة.


     وقد كان يوم الإثنين 26/2/2007م يومًا لن ينساه التاريخ لأوروبا فقد برأت محكمة العدل الدولية صربيا (الأرثوذكسية) من تهمة الإبادة الجماعية لمسلمي مدينة سربرينيتسا البوسنية المنكوبة.


     ورغم أن المحكمة أقرت في حكمها بأن ما جرى في المدينة البوسنية المنكوبة “يمثل إبادة جماعية” وإقرارها بأن “صربيا” لم تتحرك لتفادي وقوع إبادة «سربرينيتسا»، ومعاقبة مرتكبيها، كما أنها لم تتعاون بالكامل مع محكمة الجزاء الدولية اليوغسلافية السابقة.


     رغم هذا فإن المحكمة برأت جمهورية صربيا التي سلحت ودعمت الصرب الذين يعيشون في البوسنة، في أقذر حرب إبادة منظمة شهدتها أوروبا ضد المسلمين في البوسنة.


     فعلى مدى أربع سنوات (1992- 1995م).. أشبع الصرب المجرمون.. المسلمين قتلاً واغتصابًا للنساء، وتشريدًا في الغابات، وهدمًا للبيوت والمساجد، بل واقتلاع كل حجر يدل على أن هذه الأرض مسلمة.


     لقد أبادوا- وفقًا للإحصاءات المتواترة- 200 ألف مسلم، منهم 10 آلاف في سربرينتيسا، واغتصبوا ما بين 30 50 ألف امرأة وفتاة، وسقط 150 ألف معوق..


     وتم تشريد أكثر من مليوني مسلم (ما يقرب من نصف عدد السكان).. وتدمير 90% من البنية التحتية للمسلمين، بينها 243 مسجداً تمثل غالبية المساجد في هذا البلد.


     إن صربيا غارقة حتى أذنيها فيما جرى في البوسنة، وإلا لماذا اعتقلوا الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش في لاهاي وحاكموه بـ 66 تهمة أبرزها “الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية…”؟


     ولماذا وجهت محكمة العدل الدولية التهم نفسها لقائد القوات الصربية وعدد آخر من قادة الصرب تم اعتقال 26 منهم.


     إن أوروبا كلها كانت تتوق لقرار من هذا النوع لتغلق ملف القضية للأبد، ولتحاول مواراة وصمة العار الغائرة في جبينها..


     عار الإبادة على الدين والعِرق والهوية، في قارة تدعي التحضر والحفاظ على حقوق الإنسان وحرية الأديان!


     ولذلك فقد سارع خافيير سولانا منسق الشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي السابق ليعلن ترحيبه بهذا القرار قائلاً: “إن المحكمة طوت بذلك صفحة من التاريخ كانت مؤلمة لكثير من الناس”.



     نعم إن أوروبا كانت تنتظر تبرئة صربيا لطي تلك الصفحة؛ لأن أوروبا ذاتها- كنظام واتحاد- تغاضت يومها عما كان يجري، وكانت تستعجل الجزار للإجهاز على الضحية “البوسنة” ووأد الدولة الإسلامية الوليدة قبل إعلان ميلادها.

     لقد كرهت أوروبا- وما زالت- وجود دولة مسلمة بينها ولو صغيرة وضعيفة.. فهي أوروبا التي قسمت العالم الإسلامي مع أمريكا بعد الحربين العالميتين.. الأولى والثانية، بما أسهم في تفتيت الكيانات المسلمة وتمزيق شعوبها..


     وهي أوروبا التي وقفت بالمرصاد لاستقلال البوسنة المسلمة، بعد تفكيك يوغسلافيا، وحالت دون ذلك، وفي الوقت نفسه ساعدت كرواتيا على الاستقلال ولم تمانع في استقلال الجبل الأسود.


     ممنوع على البوسنة لأنها مسلمة.. وحلال للباقين لأنهم كاثوليك وأرثوذكس!


     وأوروبا ليست وحدها الضالعة بصمتها وتغاضيها عما جرى في البوسنة، وإنما الأمم المتحدة ذاتها ضالعة أيضًا في الجريمة، عبر أمينها العام في ذلك الوقت “د. بطرس غالي” ومن خلال قواتها.. فقد قررت الأمم المتحدة إقامة ما يُسمَّى بالمناطق أو الملاذات الآمنة في البوسنة..

    

     حيث تقوم قوات الأمم المتحدة بحماية عددٍ من المدن البوسنية من اجتياحات الصرب.. وقد كانت مدينة سربرينيتسا ومدينة جوارجدة وغيرهما.. من هذه الملاذات،


     وبمقتضى ذلك قامت قوات الأمم المتحدة بتجريدهم من أي وسيلة للدفاع عن أنفسهم، ثم فتحت الطريق أو أخلته أمام جحافل الصرب لينفذوا مذابحهم دون حراكٍ من أحد!


     لقد تمت تبرئة صربيا من جريمة الإبادة الجماعية عبر المحكمة الدولية حتى “لا تكر السبحة” كما يقولون، ويحاكم آخرون وأولهم أوروبا والأمم المتحدة..


     فكان الأفضل و”الأريح” لهم إغلاق الملف.. لكن إن أُغلق الملف بهذا الشكل، فإن التاريخ لن يُغلقه.. والجرح الغائر في قلب البوسنة سيظل شاهدًا على جريمة العالم “المتحضر” في البوسنة.


بقلم: شعبان عبدالرحمن