السبت، 23 مايو 2015

سمة .. عندما يعاقب المثالي المنتظم .. !!



سمة .. عندما يعاقب المثالي المنتظم !!



بعد انتهائي من أقساط سيارتين عن طريق البنك الأهلي ـ وبشكل مثالي ومنتظم وبلا أي تعثر ـ صدرت لي مخالصتان عن طريق البنك بتاريخ 19/4/2015م  و3/5/2015م ، ورفع لي البنك طلب تحديث (أي شطب القروض المنتهية) لدى سمة !!


واستغرق الأمر قرابة العشرة أيام ليرسل لي البنك بعدها في جوالي إنه تم التحديث ، فتنفست الصعداء .. وذهبت لأحدى الوكالات لشراء سيارة بنظام التأجير ، ففوجئت أن الوضع في سمة (سلحفاة المملكة) لا زال كما هو لم يحدَّث ولا يحزنون !!


فاتصلت بسمة مباشرة ونقلت لهم معاناتي وتعطلي من تأخرهم ـ غير المبرر ـ في التحديث ، فوعدوا خيراً وطلبوا إرسال المخالصات ، فأرسلتها فوراً بتاريخ 17/5/2015م ورفعوا لي طلباً جديداً ـ بعد أن خسرت كل الأيام السابقة في انتظار ضائع !! ـ وبعد يومين أرسلت سمة إلى جوالي ما نصه (.. لقد تم تحديث سجلك الائتماني الخاص بطلب متابعة رقم ....) .

فذهبت إلى الوكالة وأنا على ثقة تامة إنه تم التحديث هذه المرة ، وفي الوكالة صدمت للمرة الثانية إن الشركة كذبت عليَّ في رسالتها وإن التحديث لم يتم  وبناءً عليه ستظل مصالحي معلقة ومتعطلة بلا أي ذنب جنيته ( سوى إنني مثالي ومنتظم في السداد) !!!


وصدمني موظف البنك الأهلي في الوكالة بإخباري إن كل العملاء يعانون أشد المعاناة من تخلف وبطء هذه الشركة البائسة اللعينة وأخبرني أن علي الانتظار لمدة 45 يوماً على الأقل للتحديث !!!

وأخبرني أن أحد عملائهم لما استنفذ صبره من الاتصال بهم واستمرار كذبهم ومماطلاتهم وتعطلت مصالحه هنا ذهب إليهم بنفسه في مقرهم الوحيد (في الرياض) وأحدث لديهم فوضى كبيرة ورفع صوته ودخل على مديرهم وهددهم بإيصال شكواه لأعلى جهة ..

فخلصوا له معاملته فوراً .. !! ألا يأتي الأمر معهم إلا بالقوة وبضربهم بالنعال على وجوههم .. أيظل المواطن المحترم الصالح المثالي معلقاً ومتعطلاً بسببهم بهذا الشكل البشع المريع الذي لا يرضي أحداً !!


وأعرف زملاء كانوا ينوون شراء عقارات بقروض بنكية .. ولكن بسبب تأخر سمة في البت في أوضاعهم وعدم التحديث ضاعت هذه الفرص العقارية عليهم .. ويعانون أشد القهر والغيظ بسبب ذلك !!


ومن خلال انطباعات وتجارب من حولي من زملاء ومعارف وجيران .. واستماعي لقصصهم وتجاربهم مع سمة .. وجدتهم يجمعون على انطباع أكثر من سلبي وأكثر من سيء وتجربتهم مريرة وألسنتهم تقطر بالأسى والقهر وعدم الرضا ، وأجمعوا على انتقاد الشركة أشدَّ الانتقاد ورفضهم التام لأسلوبها وعملها !!  


سمة (الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية ).. التي أسستها البنوك المحلية وتقوم مؤسسة النقد بالإشراف المباشر عليها .. والهدف منها ربحي خالص (تحصيل رسوم عالية وإحصاء أنفاس المواطنين وتقييد أيديهم وتعطيل مصالحهم ) !!


ـ سمة أصبحت عنوان التخلف والبطء الإلكتروني ! وأضحت السيف المسلط على رقاب المنتظمين في السداد !


ـ لماذا تستغرق هذه الشركة الاستغلالية الفاشلة 45 يوماً (على الأقل) في معاملة لا تحتاج إلاَّ إلى خمس دقائق فقط (لتوفر كل الوثائق بين أيديهم)؟؟ وما سبب ومبرر ومسوغ هذا التأخير والتعطيل المروع ؟؟؟


ـ لو كان هذا التعطيل والتعليق يجري على متعثرين وممتنعين ومسجلين في القائمة السوداء لعذرناهم واتفقنا معهم ، لكنه للأسف يقطع رقاب مواطنين مثاليين منتظمين تماماً في السداد وسجلهم أبيض ومثالي !!


ـ كذلك لماذا تفرض سمة الرسوم المالية ـ بكل صرامة وحزم ـ على أقل معلومة يطلبها المواطن منهم ؟

ـ وإلى لحظة كتابة هذا المقال لا زال وضعي متعطلاً ومعلقاً بسبب هذه الـ (سمة) السوداء !!


ـ وأرفع خطابي هذا إلى سمو ولي ولي العهد وإلى سماحة رئيس مجلس الشورى وإلى معالي وزير المالية وإلى معالي محافظ مؤسسة النقد .. للنظر في مأساتنا ومعاناتنا مع هذه الشركة وإنقاذنا منها !!!  



بقلم : أحمد معمور العسيري

الدمام



السبت، 9 مايو 2015

عملاق في زمن الأقزام .. وكبير في زمن الصغار !!



في مبادرة جليلة هي الأولى من نوعها ، وفي بادرة تكتب بماء الذهب وبحروف من نور.. وبعيداً عن الإعلام وعن الضجة ، آوى شيخ عشيرة في العراق في مزرعته الخاصة 400 عائلة عراقية مشردة تقطعت بها السبل ، قدموا إلى بغداد مشياً على الأقدام من الأنبار ، فراراً بأعمارهم وهرباً من عصابات داعش والمليشيات المسلحة الإرهابية !!
الحكومة نفسها تخلت عن هؤلاء النازحين المساكين ، ورفضت دخولهم في بغداد ، حيث اشترطت على كل نازح إحضار كفيل لدخول بغداد !! وهو شرط تعجيزي في ظل هذه الظروف !
فلم يجدوا ـ بعد الله ـ إلا الشيخ جمال الجنابي ـ أحد شيوخ العشائر ـ الذي رحب بهم وفتح لهم مزرعته الخاصة ،  الواقعة على مسافة 500 متر من مدخل بغداد الغربي، ومساحتها عشرة دونمات .
اقتلع كل أشجار النخيل من مزرعته !! وأنفق أكثر من مليون دولار من ماله الخاص لإسكانهم وإطعامهم وإيوائهم ، حيث وفر لهم 200 منزل متنقل وكافة الاحتياجات الحياتية .. ووفر لهم عمالة وطباخين لطبخ الطعام لهم يومياً واعتبرهم ضيوفه الخاصين ...
الحكومة تعمدت تجاهل المبادرة وتهميشها والتكتم عليها قدر الإمكان ... بسبب ما سببته لها من حرج شديد ، ولأنها وصمة عار يلطخ جبينها الأسود ـ أصلاً ـ فهؤلاء المشردون مواطنوها ومسؤوليتها التي تخلت عنها وتبرأت منها .. وهي تتلقى مئات الملايين من الدولارات لإيواء وإغاثة اللاجئين  !!
سبحان الله !! ما أبعد المسافة بين الشيخ الجنابي وبين معظم السياسيين والمسؤولين العراقيين الذين كل همهم التصريحات والفلاشات الإعلامية  والمقابلات التلفزيونية ، وهموم الناس الحقيقية هي آخر ما يشغلهم !!
ورغم أنه قام بواجب دولة بأكملها وقدَّم جهداً يفوق حتى جهود المؤسسات الحكومية في إيواء نازحي الرمادي ، فإنه امتنع عن الحديث أمام الكاميرات ، وفشلت قناة العربية ـ بحسب اعترافها ـ في أخذ مقابلة معه ، ورفض إجراء أي مقابلات أو إعطاء أي تصريحات ، ولم أجد له حتى صورة له في فضاء الإنترنت ..
أراد أن يكون عمله كاملاً وخالصاً لوجه الله وفي سبيل الله ... فشكراً لهذا العملاق في زمن الأقزام !! ولهذا الرجل في زمن أشباه الرجال !! ولهذا الكبير في زمن الصغار !! بارك الله له في مزرعته وفي ماله ، وتقبل الله منه وأكثر من أمثاله !!
والناس ألف منهم كواحدٍ      وواحدٍ كالألف إن أمرٌ عنا



بقلم : أحمد معمور العسيري