الجمعة، 28 ديسمبر 2012

هذا ما نريده من ميزانيتنا !!




هذا ما نريده من ميزانيتنا !!

 


      ميزانية الخير ، ميزانية العطاء ، الميزانية المباركة ، إنها دليل واضح وملموس على التوازن في الرؤى رغم المتغيرات الاقتصادية ، الأرقام الكبيرة هي بشائر خير ، أنها معززة لمسيرة النماء المباركة ، إنها تجسيد لاهتمام كبير بتحسين حياة المواطن ، إنها تحمل الرخاء للشعب وتناسب همة القيادة ، إنها نقلة كبيرة في مسيرة التنمية في المملكة ،... إلخ .


      عبارات طنانة رنانة لامعة ، صادرة من مسؤولين كبار وغيرهم ، امتلأت بها جميع الصحف الورقية والإلكترونية مع صدور الميزانية ، هذا التطبيل وهذه الطنطنة الإعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع !!

      ما لم يرى المواطن من ميزانية بلده ما يبتغيه منها وما يتأمله من ورائها ، خير الميزانية وبركتها يتحدد من مدى استفادة المواطن منها ، ومن خلال تلمُّسها لتطلعاته ومعاناته ، ووصولها المباشر والحقيقي لاحتياجاته الحياتية الماسة .


     ما نريده ونتمناه ـ أولاً ـ أن تتوقف الدولة عن صرف المليارات الممليرة على الدول الأخرى ( مساعدات ، مشاريع ، منح ، ومدن سكنية ، وغيرها وغيرها) ، ومن ثمَّ توجه هذه الأموال الهائلة إلى بناء الوطن والمواطن ، فتكون من الوطن وإلى الوطن وفي الوطن ...


      أموالنا تتحول إلى الخارج بينما كثير من أبناء الوطن يئنون من الألم والحرمان ، ويتضورون جوعاً وفقراً ، والله والله لو تبدَّل الحال وكتب الله الفقر على دولتنا هذه ، لن تنفعنا تلك الدول بقرش واحد ولن يمدونا بقليل أو كثير !!


      بلدنا يمثل أكبر اقتصاد في العالم العربي قاطبة ويمتلك أكبر مخزون نفط في العالم بلا منازع ، لكن في نفس الوقت نسبة كبيرة من الشعب فقراء وتحت خط الفقر ، فالعاطلون ـ من الجنسين ـ أكثر من ثلاثة ملايين !!

      وأسعار السلع زادت زيادات مضطردة ، والخدمات سيئة ، و80 % من المواطنين مستأجرون و لا يملكون منزلاً يأويهم ، والفساد والرشاوي والسرقات ضاربة بأطنابها في كل مكان!!


      أسعار العقارات والأراضي تضخمت ووصلت إلى أسعار فلكية خيالية ، والسبب : استيلاء الكبار على مليارات الأمتار من الأراضي ، وإحاطتها بالشبوك والأسلاك الشائكة .. !! ويعلم الجميع أن هذا هو السبب الحقيقي وراء ارتفاع أسعار العقارات !!


      دول مجاورة مساحتها لا تتجاوز 1% من مساحة المملكة تمنح لكل مواطن مسكناً خاصاً مجانياً ، بينما المملكة وهي بمساحة قارة ، 80 % من سكانها مستأجرون وضائعون !!!


      دول خليجية دخلها أقل من 1% من دخل المملكة ، لكن خيرات البلد تترى وتتوالى وتهلُّ على مواطنيه ، فزيادات متتالية في الرواتب ، ومداخيل ضخمة ، ومساكن مجهزة مجانية ، ومستوى معيشي مرفَّه ، وخدمات راقية ، وأغلب الخدمات مجانية ....



      الملك ـ حفظه الله ـ يريد الخير والرخاء لشعبه ومواطنيه ويوجه الأوامر بذلك ، لكن الأوامر الملكية لا ترى طريقها للنور ، فهي تتعطل ولا تتفعل ، ويتم التلاعب بها وتغييرها وتعقيدها ...

      من قبل كبار متنفذون وحاشية السوء وخفافيش الظلام وعصابات الكواليس ـ وفي أحسن الأحوال يتم إثقالها بسيل جارف من الشروط والضوابط التعجيزية التعقيدية .. هؤلاء مصلحة الوطن والمواطن آخر ما يهمهم !!


       نعود إلى ميزانيتنا ، المعلومات تقول أن هذه أكبر ميزانية في تاريخ المملكة على الإطلاق ـ وفي كل عام نسمع هذه العبارة (أكبر ميزانية وأضخم ميزانية ..) !! 

      الناتج المحلي هذا العام اقترب من ثلاثة تريليون ريال.. لأول مرة في تاريخ المملكة !! وأن الفائض من ميزانية العام المنصرم 2012م تجاوز 400مليار ريال !! (الفائض لوحده يعادل ميزانية ثلاثين دولة إفريقية) !!!


      أرقام هائلة فلكية .. لكن ما نصيب المواطن العادي منها وفكيف ينعكس كل ذلك عليه ؟؟!! الجواب : ....... !! المواطن العادي لا يراها إلاَّ أرقاماً حسابية جامدة لا يفرح بها ولا يشعر بها ...

      إلاَّ إذا لامست حياته وحسنت معيشته فعلياً ، فهلا عالجت ميزانيتنا العزيزة أوضاعنا البائسة وأحوالنا المزرية !!


بقلم : أحمد معمور العسيري
الدمام

الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

مجلس التعاون ... ماذا بعد 33 عاماً !!



مجلس التعاون.. ماذا بعد 33 عاماً !!


      في المنامة حط قادة دول مجلس التعاون الخليجي رحالهم وعقدوا قمتهم الـ33 للعام الـ33 على التوالي ( تأسس المجلس عام 1981م) .. زمن طويل ، يعادل فترة جيل كامل من عمر البشر ، ثلث قرن من الزمان !!


      نحن كمواطنين لم نعد نرجو من هذا المجلس البائس أي نفع ولم نعد نتأمل منه خيراً ، ولم نعد نحفل أو نهتم بلقاءاتهم واجتماعاتهم ، ولم نعد نتابعها... فقد تعودنا أنها ( فيل يتمخض فيلد فأرة .. وفأرة مريضة أيضاً !!) وجعجعة نسمعها و لا نرى طحيناً .. مجلس أبطأ من السلحفاة !!


      ما يفعلونه مجرد اجتماعات ولقاءات وبروتوكولات دبلوماسية ، استقبالات في المطار ، ضيافة وتناول القهوة ، تبادل المجاملات والابتسامات والعبارات المنمقة ، اجتماعات تتضمن إلقاء كلمات مطولة مملة فارغة من المعنى والمضمون .

      بوفيهات الأطعمة الفاخرة في أفخم الفنادق ، ثم البيان الختامي المعد حرفياً سلفاً منذ فترة مبكرة !!! .. ثم انفضاض المولد وبروتوكولات التوديعات في المطار ... وهلمَّ جرا !!


      بماذا خرجنا من هذا المجلس بعد 33 عاماً ... فشل في تحقيق الاتحاد والوحدة بين دوله ، فشل في تحقيق الوحدة الاقتصادية وإيجاد سوق مشتركة (على نمط الاتحاد الأوربي) ، فشل في تحقيق الاتحاد الجمركي .

       فشل في تحقيق الوحدة النقدية والخروج بعملة موحدة ، فشل في الدفاع العسكري والخروج بجيش موحد (إلا بصورة جزئية محدودة فقط) ، خلافات بينية يحاولون التغطية عليها !! فشل في فتح الحدود البينية .

       فشل في التنقل بين دوله ببطاقة الهوية (إلا بين بعض الدول فقط) ، فشل في الربط بين دوله بالسكة الحديد ، فشل في تحقيق الرخاء المشترك لمواطنيهم ، فشل في تحقيق أي إنجاز حقيقي يضع بصمة مميزة فريدة لهم ..



      المواطن الخليجي العادي ماذا استفاد من هذا المجلس بعد 33 عاماً !! لم يستفد أي شيء ولم يخرج بأي نتيجة ولا أي محصلة .. ولا يحس أن هذا المجلس يعنيه من قريب أو بعيد !!

       بل أن مواطني الدولة التي تعقد فيها القمة يعانون أشد المعاناة بسبب الاختناقات المرورية وإغلاق الشوارع والتضييق عليهم وخنقهم في أكل عيشهم خلال مدة القمة ، ويشكرون الله بعد انقضائها وعودة الحياة !!


      إعلامنا المريض الجبان ساهم أيضاً في هذه المحصلة ، حيث سخَّر التزمير والتطبيل والتصفيق والتمجيد وكيل المديح ووو..... لهذه القمم الفارغة سواءٌ في الإعلام المكتوب أوالمرئي أو المسموع أو الإلكتروني !!

      فهؤلاء يخرجون بالبيانات والإعلام يمجد ويكيل المديح له ، والمواطن المسكين بينهما ضائع ( ولا يدري ما السالفة) !!


      المصيبة أنهم يطلقون على بياناتهم تلك بالتاريخية والمصيرية ... وهي لا تعدو كونها بطيخية وملوخية !! بيانات عبارة عن رص حروف وكلمات وجمل .. لا تسمن ولا تغني من جوع و لا تقدم ولا تأخر !!

      وصف الوزير المفكر غاز القصيبي الجامعة العربية ـ يوماً ـ بأنها ( مُنَظمة تملك مناعة ضد المَوت وحَصَانة ضد التطور ) !! ..... واعتقد أن هذا الوصف ينطبق تماماً على هذا المجلس البائس !!


      فهذا المجلس عبارة عن جامعة عربية مصغرة ، وبياناتها السنوية أشبه ما تكون ببيانات الجامعة ، التي تصدر تباعاً في قممهم الفاشلة منذ 68 عاماً (1945م) والتي لم تزد العرب إلاَّ بؤساً وشقاءً وبُعداً وتفرقاً ..

       ولم تحرك ساكناً ولم تحرك حتى نسمة هواء طوال هذه المدة ... الجامعة العربية هي الأب ومجلس التعاون هو الابن وكلاهما أردى من بعض !!


       والأدهى والأمر أنها تخطط على إضافة العراق واليمن والمغرب والأردن إلى منظومتها ... لتزداد خيبتها خيبةً وفشلها فشلاً وشقاؤها شقاءً وتخلفها تخلفاً !!!

 
بقلم : أحمد معمور العسيري


الدمام



الاثنين، 24 ديسمبر 2012

قصص في ملكة جمال اللغات



قصص في ملكة جمال اللغات





 
       اللغة العربية عروسة اللغات وملكة جمال اللغات ، كيف لا وهي لغة الوحي والتنزيل ، واللغة التي اصطفاها الله لإبلاغ نوره وهديه ، إنّها لغة القرآن الكريم ، قال تعالى تنويهاً لشأنها و تعظيماً لأمرها : ( الرَّحْمَنُ ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ ، خَلَقَ الإِنسَانَ ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ).

      وقال : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) وقال : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ) وقال : ( وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) .


      وسأستعرض هاهنا بعضاً من قصص الفصاحة والبيان في هذه اللغة الفاتنة ، ومن ذلك : ( أن الزبرقان بن بدر سيد بني تميم جلس إلى رسول الله ، وعمرو بن الأهيم وقيس بن عاصم ، وهو من سادة بني تميم ، ففخر الزبرقان بنفسه قائلا: يا رسول الله أنا سيد بني تميم ..

      ...والمطاع فيهم والمجاب، أمنعهم من الظلم وآخذ منهم بحقوقهم ، ثم أشار إلى عمرو بن الأهيم وقال: وهذا يعلم ذلك ، فما كان من عمرو بن الأهيم إلا أن زاد في مدحه فقال: إنه لشديد المعارضة , مانع لجانبه مطاع في إذنه !!


      ولكن هذا المدح لم يره الزبرقان كافيا في حقه فقال: والله يا رسول الله لقد علم مني غير ما قال ، وما منعه أن يتكلم إلا الحسد ، فلما سمع عمرو هذا الكلام من الزبرقان غضب و قال: أنا أحسدك ؟!

       ثم عاد فقال: والله يا رسول الله إنه لئيم الخال , حديث المال , أحمق الوالد مضيع في العشيرة!! والواضح هنا أنه غير كلامه أي بعدما مدحه عاد فذمه، ولكنه تابع كلامه قائلا: والله يا رسول الله لقد صدقت في الأولى وما كذبت في الآخرة .

      ولكني رجل إذا رضيت قلت أحسن ما علمت , وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت ، فعجب النبي  لفصاحته وبيانه وقال : إن من البيان لسحرا ) !!


       وقصة أخرى : دخل الصحابي الشاعر النابغة الجعدي على النبي  وأنشده قصيدته :


تبعتُ رسول الله إذ جاء بالهدى      ويتلو كتاباً كالمجرة نـــــــيراً


بلغنا السماءَ مجدنا وجــــدودنـا      وإنا لنرجو فوق ذلك مظهــرا


       فقال النبي : «أين المظهر يا أبا ليلى؟» فقال: «الجنة»، قال النبي : «أجل.. إن شاء الله»، ثم أكمل إنشاده:


ولا خير في حلم إذا لم يكن له       بوادر تحمي صــفوه أن يكدرا


ولا خير في جهل إذا لم يكن له     حليمُ إذا ما أورد الأمر أصدرا


       فطرب النبي  لأبياته وأعجب بفصاحته وقال : أجَدْت .. لا فُضَّ فوك (قالها مرتين)!!، فعاش النابغة 120عاماً لم يسقط له سن .. وكان أحسن الناس ثغراً !




      وقصة أخرى : دخلت امـــرأة على هارون الرشيد ، وعنده جماعه من وجوه أصحــابه.فقالت: يا أمير المؤمنين أقرَّ الله عينك ، وفرحك بما آتاك , وأتم سعدك , لقد حكمت فقسطت ، فقال لها: من تكونين أيتها المرأة ؟ فقالت : من آل برمك ممن قتلت رجالهم , وأخذت أموالهم ,وسلبت نوالهم !!


       فقال: أما الرجال , فقد مضى فيهم أمر الله , ونفذ فيهم قدره ، ,وأما المال فمردود إليك ، ثم التفت إلى الحاضرين من أصحابه , فقال: أتدرون ما قالت المرأة ؟ فقالوا: ما نراها قالت إلا خيراً ... قال : ما أظنكم فهمتم ذلك , أما قولها: أقرَّ الله عينيك أي أسكنها عن الحركة, وإذا سكنت العين عن الحركة عميت .


      وأما قولها: وفرحك بما آتاك ، فأخذته من قوله تعالى:"حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة" ، وأما قولها:وأتم الله سعدها فأخذته من قول الشاعر: إذا تم أمر بدا نقصه..ترقب زوالاً إذا قيل تم ، وأما قولها:لقد حكمت فقسطت فأخذته من قوله تعالى :"وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا", فتعجبوا أشد العجب من ذلك..


      وأخيراً قصة طريفة تبين روعة اللغة : يقال إن رجلا من فارس يجيد اللغة العربية بطلاقة ، حتى إن العرب عندما يكلمهم يسألونه : من أي قبائل العرب أنت ؟ فيضحك ويقول : إنا فارسي وأجيد اللغة العربية أكثر من العرب !!

      فذات يوم وكعادته وجد مجلس قوم من العرب فجلس عندهم وتكلم معهم وسألوه من أي قبائل العرب أنت ؟ فضحك وقال : إنا من فارس وأجيد العربية خيراً منكم !!


         فقال له أحد الجلوس : اذهب إلى فلان ابن فلان رجل من الإعراب وكلمه ، فان لم يعرف إنك من العجم فقد نجحت وغلبتنا وكان ذلك الإعرابي ذا فراسة شديدة ، فذهب الفارسي إلى بيته وطرق الباب فإذا ابنة الإعرابي وراء الباب تقول : من بالباب ؟ فرد الفارسي : إنا رجل من العرب أريد أباك فقالت أبي ذهب إلى الفيافي فإذا فاء الفي أفى !!


       وهي تعني إن أباها ذهب إلى الصحراء فإذا حلَّ الظلام أتى ، فلم يفهم وكرر عليها السؤال : إلى أين ذهب ؟ فردت عليه أبي فاء إلى الفيافي فإذا فاء الفي أفى .. فأخذ الفارسي يراجع الطفلة ويسأل وهي تجيب من وراء الباب ، حتى سألتها أمها : يا بنيَّتي من بالباب ؟ فردت : أعجمي على الباب يا أمي ... فكيف لو قابل أباها !!

بقلم : أحمد معمور العسيري


الدمام



اللغة العربية تزهو في يومها العالمي


اللغة العربية تزهو في يومها العالمي



     في 18 ديسمبر 2012م الموافق 6 صفر 1434هـ تم الاحتفال لأول مرة باليوم العالمي للغة العربية ، المقرر لها من قبل الأمم المتحدة ، وتم اختيار هذا اليوم بالذات كونه اليوم الذي أصدرت فيه الأمم المتحدة قرارها الذي وافقت بموجبه على إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة في سنة 1973 م .

      تعد العربية من أقدم اللغات السامية، ومن أسمائها لغة القرآن ولغة الضاد ، وهي إحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، حيث تحتل المرتبة الخامسة على مستوى العالم ، يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة هم سكان الوطن العربي ( 22 دولة عربية )، كما يتحدث بها من المسلمين غير العرب قرابة العدد نفسه كلغة ثانية.

      واللغة العربية ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، ولها قدسية خاصة ، فهي لغة الوحي والتنزيل ، وهي لغة مصدري التشريع الأساسي في الإسلام ( القرآن الكريم والأحاديث النبوية )، وهي لغة رسول الإسلام  .

      ولا تتم الصلاة إلا بإتقان بعضاً من كلماتها ، كما أن الشهادتين ـ وهي بوابة الدخول في الإسلام ـ تنطق باللغة العربية ، ومناسك وشعائر الحج ـ وهو من أركان الإسلام ـ تنطق ـ كذلك ـ باللغة العربية .

      وللقرآن فضل عظيم على اللغة العربية ، حيث بسببه أصبحت هذه اللغة هي الفرع الوحيد من اللغات السامية الذي حافظ على بقائه الكامل وتوهجه وعالميته ؛ في حين اندثرت معظم اللغات السامية، ـ قال الله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنَّا له لحافظون ) فتكفل الله عز وجل بحفظها إلى أن تقوم القيامة !!


      هنالك العديد من الآراء في أصل العربية لدى قدامى اللغويين العرب ، فيذهب البعض إلى أن يعرب كان أول من أعرب في لسانه وتكلم بهذا اللسان العربي فسميت اللغة باسمه ، وورد في الحديث النبوي أن نبي الله إسماعيل بن إبراهيم أول من فُتق لسانه بالعربية المبينة (وهو ابن أربع عشرة سنة )  .

      أما البعض الآخر فيذهب إلى القول أن العربية كانت لغة آدم في الجنة، إلا أنه لا وجود لبراهين علمية أو أحاديث نبوية ثابتة ترجح أيًا من تلك الادعاءات .

      و لم يعرف على وجه الدقة متى ظهرت كلمة العرب ـ لأول مرة ـ ، وأقدم نص أثري ورد فيه اسم العرب هو اللوح المسماري المنسوب للملك الآشوري شلمنصر الثالث (900 ق م) ، ويذكر البعض - من علماء اللغات ـ أن كلمة عرب وجدت في بعض القصص والأوصاف اليونانية والفارسية وكان يقصد بها أعراب الجزيرة العربية .

      وقد اصطلحت القبائل العربية ـ على اختلاف ألسنتها ـ فيما بينها على لهجة أدبية موحدة وهي اللهجة العربية الفصحى ( لهجة قريش )، والتي انتهت بلغة القرآن الكريم والحديث والشعر المأثور عن الجاهلية .

    وكُل ما رُوي من شعر ونثر عن الجاهليين والإسلاميين الأوائل ، حيث كانت مكة مركز استقطاب قلوب العرب في الجاهلية ولها عليهم نفوذ واسع ، بسبب أهميتها الدينية الروحية والاقتصادية والاجتماعية .

      ولعلّ من أقوى الدلائل على سيادة وهيمنة اللهجة القرشيّة وانتشارها الواسع ، تلك الوفود التي كانت تفد إلى الرسول من كل قبائل الجزيرة العربية، فتأخذ عنه وتتفاهم معه من دون صعوبة، وفي المقابل كان الرسول يُرسل إليهم الدعاة يعظونهم ويُعلمونهم مبادئ الشريعة الإسلامية.

       ساهم عدد من الأعاجم في تطوير اللغة العربية ومصطلحاتها خلال العصرين الأموي والعباسي بفضل ما نقلوه إلى العربية من علوم مترجمة عن لغتهم الأم، فبرز في العربية كلمات ومصطلحات جديدة لم تكن معهودة من قبل . 

     مثل "بيمارستان"، المأخوذة من الفارسية، وخلال العصر الذهبي بلغت اللغة العربية أقصى درجات الازدهار، حيث عبّر الأدباء والشعراء والعلماء العرب والعجم عن أفكارهم بهذه اللغة .

      فكُتبت آلاف المجلدات والمؤلفات والمخطوطات حول مختلف المواضيع بلسان العرب. وكان من أهمية اللغة العربية في المجال العلمي والثقافي، أن اقتبست بعض اللغات الأوروبيّة كلمات منها أثناء العهد الصليبي في المشرق . 

      أو عن طريق التثاقف والاختلاط مع عرب الأندلس، ومن أبرز اللغات التي تأثرت بالعربية: الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية.


     شهدت اللغة العربية فترات ركود وتراجع بعد الاجتياح المغولي الهمجي للشرق العربي ، حيث أمعنوا تدميرًا وتخريبًا في معالم الثقافة والحضارة العربية والإسلامية ، كما شهدت العربية المزيد من التراجع عند قيام الأسبان باسترجاع الأندلس وقتل ونفي سكانها المسلمين .

      وفي هذه الفترة فقدت العربية أهميتها العلمية بسبب انعدام الاكتشافات العلمية العربية ، وبَدْء انتقال شعلة الحضارة إلى أوروبا ، واستمر التراجع والانحطاط في زمن الخلافة العثمانية ، التي لم تكن تحفل باللغة العربية .


      بعد أن سيطر الركود على اللغة العربية طيلة ما يقرب من 400 سنة ، أخذت في أواخر القرن (19م) تشهد بعض الانتعاش ، تجلّى هذا الانتعاش بنهضة ثقافية في بلاد الشام ومصر، بسبب ازدياد نسبة المتعلمين وافتتاح الكثير من المطابع التي قامت بتجميع الحروف العربية .

       ونشرت الصحف الحديثة بهذه اللغة لأول مرة ، كذلك ظهرت عدّة جمعيات أدبيّة وأدباء وشعراء كبار ساهموا في إحياء اللغة العربية الفصحى ، ومن هؤلاء : أحمد شوقي الملقب بأمير الشعراء، الشيخ ناصيف اليازجي، المعلّم بطرس البستاني ، أمين الريحاني ، وجبران خليل جبران .


      وقد أسس هؤلاء الأدباء القواميس والمعاجم الحديثة مثل دائرة المعارف وقاموس محيط المحيط، ووفروا مؤلفات قيّمة في مختلف فنون المعرفة ، بعد أن ترجموا واقتبسوا روائع الفكر الغربي، كذلك يسّر الأدباء العرب في تلك الفترة اللغة العربية وقواعدها . 

      فوضعوا لها المعاجم الحديثة التي لا تزال متداولة حتى الآن ، وتأسست الصحافة العربية لتعيد إحياء الفكر العربي ، ويُلاحظ أن الانتعاش للغة العربية كان في الحقل الأدبي فحسب ، أما الحقل العلمي فلم تلعب اللغة العربية دورًا يذكر فيه في العصر الحديث .

بقلم : أحمد معمور العسيري


الدمام









































الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

ميلاد الابن مهند


ميلاد الابن مهند

في يوم الاثنين 19/1/1434هـ أقمنا حفلاً مبسطاً للابن مهند ، بمناسبة ذكرى ميلاده وإتمامه لعامه الثامن (مواليد 1426هـ )
حفظه الله وأخوانه من كل سوء وسدد للخير خطاهم !!

وهاهنا مقاطع وصور الحفل :





































تحرير

أحمد معمور العسيري