الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

مجلس التعاون ... ماذا بعد 33 عاماً !!



مجلس التعاون.. ماذا بعد 33 عاماً !!


      في المنامة حط قادة دول مجلس التعاون الخليجي رحالهم وعقدوا قمتهم الـ33 للعام الـ33 على التوالي ( تأسس المجلس عام 1981م) .. زمن طويل ، يعادل فترة جيل كامل من عمر البشر ، ثلث قرن من الزمان !!


      نحن كمواطنين لم نعد نرجو من هذا المجلس البائس أي نفع ولم نعد نتأمل منه خيراً ، ولم نعد نحفل أو نهتم بلقاءاتهم واجتماعاتهم ، ولم نعد نتابعها... فقد تعودنا أنها ( فيل يتمخض فيلد فأرة .. وفأرة مريضة أيضاً !!) وجعجعة نسمعها و لا نرى طحيناً .. مجلس أبطأ من السلحفاة !!


      ما يفعلونه مجرد اجتماعات ولقاءات وبروتوكولات دبلوماسية ، استقبالات في المطار ، ضيافة وتناول القهوة ، تبادل المجاملات والابتسامات والعبارات المنمقة ، اجتماعات تتضمن إلقاء كلمات مطولة مملة فارغة من المعنى والمضمون .

      بوفيهات الأطعمة الفاخرة في أفخم الفنادق ، ثم البيان الختامي المعد حرفياً سلفاً منذ فترة مبكرة !!! .. ثم انفضاض المولد وبروتوكولات التوديعات في المطار ... وهلمَّ جرا !!


      بماذا خرجنا من هذا المجلس بعد 33 عاماً ... فشل في تحقيق الاتحاد والوحدة بين دوله ، فشل في تحقيق الوحدة الاقتصادية وإيجاد سوق مشتركة (على نمط الاتحاد الأوربي) ، فشل في تحقيق الاتحاد الجمركي .

       فشل في تحقيق الوحدة النقدية والخروج بعملة موحدة ، فشل في الدفاع العسكري والخروج بجيش موحد (إلا بصورة جزئية محدودة فقط) ، خلافات بينية يحاولون التغطية عليها !! فشل في فتح الحدود البينية .

       فشل في التنقل بين دوله ببطاقة الهوية (إلا بين بعض الدول فقط) ، فشل في الربط بين دوله بالسكة الحديد ، فشل في تحقيق الرخاء المشترك لمواطنيهم ، فشل في تحقيق أي إنجاز حقيقي يضع بصمة مميزة فريدة لهم ..



      المواطن الخليجي العادي ماذا استفاد من هذا المجلس بعد 33 عاماً !! لم يستفد أي شيء ولم يخرج بأي نتيجة ولا أي محصلة .. ولا يحس أن هذا المجلس يعنيه من قريب أو بعيد !!

       بل أن مواطني الدولة التي تعقد فيها القمة يعانون أشد المعاناة بسبب الاختناقات المرورية وإغلاق الشوارع والتضييق عليهم وخنقهم في أكل عيشهم خلال مدة القمة ، ويشكرون الله بعد انقضائها وعودة الحياة !!


      إعلامنا المريض الجبان ساهم أيضاً في هذه المحصلة ، حيث سخَّر التزمير والتطبيل والتصفيق والتمجيد وكيل المديح ووو..... لهذه القمم الفارغة سواءٌ في الإعلام المكتوب أوالمرئي أو المسموع أو الإلكتروني !!

      فهؤلاء يخرجون بالبيانات والإعلام يمجد ويكيل المديح له ، والمواطن المسكين بينهما ضائع ( ولا يدري ما السالفة) !!


      المصيبة أنهم يطلقون على بياناتهم تلك بالتاريخية والمصيرية ... وهي لا تعدو كونها بطيخية وملوخية !! بيانات عبارة عن رص حروف وكلمات وجمل .. لا تسمن ولا تغني من جوع و لا تقدم ولا تأخر !!

      وصف الوزير المفكر غاز القصيبي الجامعة العربية ـ يوماً ـ بأنها ( مُنَظمة تملك مناعة ضد المَوت وحَصَانة ضد التطور ) !! ..... واعتقد أن هذا الوصف ينطبق تماماً على هذا المجلس البائس !!


      فهذا المجلس عبارة عن جامعة عربية مصغرة ، وبياناتها السنوية أشبه ما تكون ببيانات الجامعة ، التي تصدر تباعاً في قممهم الفاشلة منذ 68 عاماً (1945م) والتي لم تزد العرب إلاَّ بؤساً وشقاءً وبُعداً وتفرقاً ..

       ولم تحرك ساكناً ولم تحرك حتى نسمة هواء طوال هذه المدة ... الجامعة العربية هي الأب ومجلس التعاون هو الابن وكلاهما أردى من بعض !!


       والأدهى والأمر أنها تخطط على إضافة العراق واليمن والمغرب والأردن إلى منظومتها ... لتزداد خيبتها خيبةً وفشلها فشلاً وشقاؤها شقاءً وتخلفها تخلفاً !!!

 
بقلم : أحمد معمور العسيري


الدمام



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق