منذ أكثر من عشرين عاماً وعقب تخرجي مباشرة من الثانوية انخرطت في دبلوم تدريبي (إدارة إعمال) في معهد الإدارة العامة بالدمام ، وبدأنا الدراسة ..
وكان العدد مكتملاً حسب كشوفات القبول ، ولكن كان بيننا طالباً زائداً ليس في الكشوفات ، سرعان ما اتضح للإدارة إن الطالب (عبدالوهاب الـ ...) من الطلبة الاحتياط .. وفي آخر ذيل قائمة الاحتياط أيضاً !!
وكان العدد مكتملاً حسب كشوفات القبول ، ولكن كان بيننا طالباً زائداً ليس في الكشوفات ، سرعان ما اتضح للإدارة إن الطالب (عبدالوهاب الـ ...) من الطلبة الاحتياط .. وفي آخر ذيل قائمة الاحتياط أيضاً !!
والمعهد معروف بانضباطه الشديد وتشدده ، فطالبوا الطالب بالمغادرة فوراً .. لكن فوجئوا في اليوم التالي بحضوره وكأنَّ شيئاً لم يكن !!
فكرروا مطالبتهم له بعدم الحضور .. فكان لا يرفض بل يهز رأسه بالقبول .. لكن في اليوم التالي يفاجؤون بحضوره .. واستمرت مطالبتهم له بعدم الحضور وهو ( يطنَّش ) ويحضر ....
فكرروا مطالبتهم له بعدم الحضور .. فكان لا يرفض بل يهز رأسه بالقبول .. لكن في اليوم التالي يفاجؤون بحضوره .. واستمرت مطالبتهم له بعدم الحضور وهو ( يطنَّش ) ويحضر ....
ولم تصرف له مقررات وكتب مع الطلبة .. فكان يأخذ مقرراتنا ويصورها .. وأخبروه بعدم صرف أي مكافأة له فلم يهتم !!
وفي أحد المرات حضر مدير المعهد بنفسه إلى قاعة الصف وطرده ... فنكَّس رأسه حزناً وخرج وجلس خارج القاعة بجانب الباب يستمع للدرس .. في صورة أحزنتنا وأثرت علينا !!
وفي أحد المرات حضر مدير المعهد بنفسه إلى قاعة الصف وطرده ... فنكَّس رأسه حزناً وخرج وجلس خارج القاعة بجانب الباب يستمع للدرس .. في صورة أحزنتنا وأثرت علينا !!
وكان مواظباً جداً في حضوره لا يتغيب أبداً كما كان من أبكر الطلبة حضوراً ومن آخرهم مغادرةَ .. وكان ظريفاً جداً ومحبوباً .. وبعد ما يقارب الشهر من هذا الوضع صدر أمر إداري بضمه رسمياً مع طلبة الدورة ..
تقديراً لمثابرته وصبره ومستواه المتميز وحضوره اللافت .. فكان فرحه لا يوصف كما كان فرحنا نحن أيضاً كبيراً بانضمامه إلينا ..
تقديراً لمثابرته وصبره ومستواه المتميز وحضوره اللافت .. فكان فرحه لا يوصف كما كان فرحنا نحن أيضاً كبيراً بانضمامه إلينا ..
وقد أحضر لنا في اليوم التالي مشروبات وحلويات منزلية لذيذة جداً احتفالاً بالمناسبة ..أخبرنا أن والدته ـ وهو وحيدها ـ هي التي صنعتها فرحاً بانضمامه ..
وبعد زمن تخرج معنا وبتقدير مرتفع ، وبعدها فرقت بيننا الحياة والأيام ، فاتجه كل واحدٍ منا في اتجاه مختلف ومنحىً مغاير ، ولم نعد نعرف شيئاً عن أخبار بعض ...
وبعد زمن تخرج معنا وبتقدير مرتفع ، وبعدها فرقت بيننا الحياة والأيام ، فاتجه كل واحدٍ منا في اتجاه مختلف ومنحىً مغاير ، ولم نعد نعرف شيئاً عن أخبار بعض ...
ما مناسبة هذه القصة القديمة ... منذ أيام قليلة حضرت ومعي أولادي في حفل الزواج الجماعي الكبير المقام في الصالة الرياضية الخضراء على طريق الدمام الخبر .
ثم فوجئت وأنا اتجه للجلوس بأحدهم يمسك بيدي ويناديني باسمي فنظرت إليه .. فإذا هو صاحبنا أعلاه ـ عبدالوهاب ـ وقد تغيرت ملامحه كثيراً .. أعادت لي الذاكرة الباطنية الخفية اسمه بالكامل فدعيته به ..
ثم فوجئت وأنا اتجه للجلوس بأحدهم يمسك بيدي ويناديني باسمي فنظرت إليه .. فإذا هو صاحبنا أعلاه ـ عبدالوهاب ـ وقد تغيرت ملامحه كثيراً .. أعادت لي الذاكرة الباطنية الخفية اسمه بالكامل فدعيته به ..
ثم تعانقنا وتجاذبنا أطراف الحديث والذكريات الجميلة .. وقد علمت منه إنه أصبح الآن مديراً لقسم كامل في أحد الإدارات الحكومية في الدمام ، وإنه ناجح جداً في حياته الأسرية والعملية !!
المغزى من القصة ... على الإنسان في مشوار حياته أن يتحلى بالصبر ثم الصبر ثم الصبر ، ويتسلح بالمثابرة وبذل أقصى الجهد والطاقة لتحقيق مآربه وأمانيه وخططه وأهدافه ..
ويتحمل في سبيل ذلك كل ما يعترضه من عقبات وصعوبات ومثبطات ، ويثق بالله وأن التوفيق بيده وحده سبحانه وتعالى !!
ويتحمل في سبيل ذلك كل ما يعترضه من عقبات وصعوبات ومثبطات ، ويثق بالله وأن التوفيق بيده وحده سبحانه وتعالى !!
بقلم : أحمد معمور العسيري
الدمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق