من التغيرات التي نتطلع إليها أن نرى مناهج ومقررات دراسية جديدة ، كمواد المهارات الحياتية ، مواد تنمية الذات وتطوير الشخصية ، مادة الدفاع المدني ، مادة الإسعافات الأولية ، مادة التربية المهنية والحرفية ، مواد خدمة المجتمع ، مواد التطوع ، ...
نحتاج إلى مادة ( المرور والسلامة المرورية ) يدرسون فيها كل ما يتعلق بالتوعية والسلامة والمبادئ المرورية ، فالاستهتار المروري هو أكبر قاتل لأبنائنا وأرواحهم تزهق على الإسفلت على مدار الساعة !!
نحتاج إلى تطوير تدريس اللغة الإنجليزية .. يتخرج أبناؤنا من الثانوية العامة وهم لا يفقهون كلمة واحدة فيها ، بسبب أساليب التدريس الفاشلة العقيمة ، نريد تدريسهم الإنجليزية ـ وهي اللغة العالمية الأولى حالياً ـ بواسطة معلمين أجانب أكفَّاء تكون الإنجليزية هي لغتهم ، وفي معامل متخصصة مجهزة ، وبأساليب تربوية حديثة متطورة .
المواد الحديثة المطورة ( الرياضيات الحديثة ، العلوم الحديثة ، لغتي ) بالفعل تحتوي على مادة علمية رائعة وراقية جداً .. ولكن مستوى تدريسها في الميدان الآن صفر على الشمال !! والفائدة معدومة منها تقريباً ... لماذا ؟؟؟ لأنها تلقى على الطلاب إلقاءً نظرياً بحتاً (أسلوب الببغاوات) !! فلا يستفيدون منها شيئاً يذكر !!
هذه المواد العلمية لضمان تفعيلها وتوصيلها للطلاب يتحتم ربطها بالوسائل التقنية والدعم المساند : معامل متخصصة ، أجهزة عرض بروجكتر ، برامج وأجهزة حاسب آلي ، أقراص ممغنطة ، أجهزة صوتية ) ، وهذا كله غير موفر في الميدان !!! فالفائدة معدومة ـ تقريباً ـ من هذه المواد ... مليارات تصرف في مهب الريح !!
كما لا تستغني هذه المواد الحديثة عن زيارات ورحلات ميدانية تطبيقية ، للوقوف ميدانياً على مضمون المادة ، فدروس البيئة ـ مثلاً ـ تحتاج للخروج للبيئة ودروس المصانع تحتم زيارة المصانع .. وهكذا ، كذلك يجب تدريب وتهيئة المعلمين على كيفية تدريس هذه المواد والتعامل معها ... وهذا مفقود أيضاً ـ تقريباً ـ !!
من المواد التي لم تطالها يد التطوير والتحديث المواد الدينية ، فهي لا زالت مواد حشو .. !! احسب معي : القرآن الكريم ، الحديث ، التفسير ، التجويد ، الفقه ، التوحيد ... ، مواد تحشى محتوياتها في رأس الطالب حشواً .. وهو لا يفقه منها شيئاً ...
اسألوا طالباً متخرج من الثانوية عن آية قرآنية أو حديث معين أو حكم تجويدي أو عن حكم شرعي !! المحصلة الوحيدة منها الآن تحميل كمية ضخمة من الورق المطبوع على ظهر الطالب !!
المطلوب تقليص جميع هذه المواد إلى مادة واحدة فقط جامعة وشاملة تحت اسم (مادة الدين).. فكل درس رئيسي في هذه المادة يتضمن جميع مواد الدين السابقة مترابطة ببعضها البعض ومكملة لبعضها البعض ...
أما الخطابة والتحدث والحوار فإننا نتمنى أن نرى لها منهجاً ومادة مستقلة وتدريب مستقل متخصص واحترافي ، من قبل مدربين متخصصين .. فهذه مهارة معدومة تماماً لدى طلابنا وشبابنا ..
لا يستطيعون التحدث في أي شأن ويعجزون عن التعبير عن رأيهم في أي موضوع ويتعرَّقون ويتلعثمون تماماً إذا أقحموا في حوارٍ ما .. أما الخطابة أمام جمهور وأمام الميكروفون فهذه من رابع المستحيلات عند أكثر من 95 % من طلابنا وشبابنا !!
من الملاحظات على المناهج ضخامة الكتب وكثرة الصفحات !! على سبيل المثال كتاب لغتي الصف الثالث متوسط (الفصل الأول فقط) حوالي 300 صفحة !! هذا غير كتاب النشاط المرفق معه !!! فهل يعقل هذا ؟؟!! بغض النشر عن هذا الحشو الذي لا فائدة منه .. فإن الطالب المسكين سينكسر ظهره من هذه الأحمال الثقيلة !!
وكذلك كثرة المواد المطلوبة على الطالب في كل فصل دراسي ، فطالب الأول ثانوي ـ على سبيل المثال ـ مطالب بحوالي عشرين مادة دراسية في كل فصل !!! كثرة بلا فائدة ...
وقضية أخرى .. طباعة المناهج ، منذ أن قام التعليم في المملكة (منذ 90 عاماً ) والمناهج تطبع في مطابع أهلية خاصة ، ولا زالت على ذلك إلى اليوم ، الأمر الذي يكلف الدولة مئات الملايين سنوياً !!!
ما سبب عدم إنشاء مطابع حكومية خاصة لطباعة الكتب المدرسية وطباعة أي مطبوعات أخرى تخص التربية والتعليم ، على غرار المطابع الحكومية الخاصة بوزارة الداخلية ...الواجب المبادرة فوراً بإنشاء مثل هذه المطابع ...
صورة مع التحية لوزير التربية والتعليم ...
بقلم : أحمد معمور العسيري
الدمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق