الجمعة، 21 سبتمبر 2012

كيف نتطلع لمدارسنا ولتعليمنا أن يكون .. !!


كيف نتطلع لمدارسنا ولتعليمنا أن يكون .. !!

 

 
      مع بداية العام الدراسي الجديد .. نوجه التحية لوزارتنا وزارة التربية والتعليم ، ونحمل إليها سلة آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا وتطلعاتنا ...

      ونذكرها أن الدولة خصصت للتعليم والتدريب من ميزانية هذا العام فقط 168مليار ريال ( أي ما نسبته 24% من الميزانية برمتها ) .. وهو مبلغ يعادل ميزانيات دول مجتمعة من دول العالم الثالث ..


      نريد من الوزارة ـ بدايةً ـ أن تدرك وتتيقن أن الأبناء هم ثروة البلاد الحقيقية وهم مستقبلها وعمادها بإذن الله ، وهم العنصر الفاعل لكل الشعوب لدفع عجلة التقدم والرقي الحضاري والمحافظة على المكتسبات ...
 
      ومهما أنفقنا من ثروات وأموال في تهيئتهم وأعدادهم وتدريبهم وتعليمهم فهم يستحقونه و لا يستكثر عليهم !!


      نحن ـ كآباء وأولياء أمور ـ يحزننا حال التعليم في بلادنا .. فهناك أوضاع سلبية نتمنى أن تزال وتختفي ، وهناك طلبات وأمنيات نتمنى أن تتحقق وترى النور .. وعندنا تساؤلات لا نجد لها إجابات ...


      أولى تساؤلاتنا .. إننا نسمع منذ 8 سنوات عن برنامج الملك عبدالله لتطوير التعليم وقد رصدت له الدولة عشرة مليارات ريال .. لكننا في الميدان وفي الواقع لا نرَ أي شيء ملموس .. فماذا تحقق وأين ذهبت تلك المليارات !!


      رغم الإمكانيات المادية الضخمة لدينا.. إلاَّ إن مخرجات التعليم لا زالت هزيلة وأقل بكثير من الآمال والطموحات .. يتخرج الطالب لدينا من الثانوية العامة لا يفقه ولا يفهم شيئاً ويعجز أن ينطق بجملة واحدة صحيحة ...


      هناك الكثير من قضايا وملفات التعليم لا زالت تواجه الفشل في التعامل معها .. فمنها ملف المدارس المستأجرة ، هل يعقل ـ ونحن دولة بهذا الغنى والإمكانيات ـ أن يتفسح الطلاب على سطح مبنى مستأجر تحت أشعة الشمس الحارقة !!


      وهل يعقل أن يلعبوا الكرة في حصة البدنية في الأراضي الخلاء خارج المدرسة !! وهل يعقل أن يكون المطبخ صفاً دراسياً !! وإن يكون الحمام مقصفاً ... المباني المستأجرة تكلف الدولة مبالغ طائلة ومع ذلك هي غير ملائمة إطلاقاً !!

      ومن المشاكل المزمنة في مدارسنا تكدس الطلاب في الفصول ، فتجد العدد يتجاوز في كثير من الأحيان 45 طالباً يتم حشرهم حشراً في الفصل .. !!



      ومن المشاكل تدني النظافة في المقاصف وعمال المقاصف ورداءة مستوى الأطعمة التي يقدمونها .. فهي من أسوأ وأردأ الأصناف والأنواع .. ولا عزاء للطلاب ... !!


      أما المعلم .. فإن هذا الكائن المسكين ـ وهو المنفذ المباشر للعملية التعليمية ـ يتعرض للكثير من القهر والمنغصات والضغوطات ، بسبب تجاهل متطلباته وحقوقه وبسبب ما يمارس ضده من قِبَل وزارته ومن المجتمع عموماً ..


      وكل ذلك ينعكس سلباً على أدائه .. هو بأمس الحاجة لتوفير البيئة التعليمية الصالحة له ومنحه الاستقرار النفسي والاجتماعي والمادي ، بحيث يمارس وظيفته التعليمية التربوية في أجواء صحية سليمة وبالشكل المرضي ..


      كذلك يحتاج المعلم إلى تطويره والارتقاء بمستواه ورفع قدراته الذاتية .. عن طريق الدورات التدريبية الاحترافية المتخصصة والمستمرة .. وليست دورات سلق البيض (أم يومين وثلاثة أيام !!) .


      أما بالنسبة إلى مناهج التعليم لدينا فإنها بحاجة ماسة للكثير من التطوير .. بما يتناسب مع طبيعة المرحلة ومعطياتها التقنية وإستراتيجية التحول إلى مجتمع المعرفة والوفاء بمتطلبات سوق العمل ، وتفصيل ذلك يحتاج إلى مقال مستقل .


      أما الطالب فإنه أهم عنصر في حلقة العملية التعليمية ، وتدور الصناعة التربوية برمتها في فلكه ، فما الذي نبتغيه لطلابنا ؟؟

      جملةً نريد تزويده بالعلم النافع الذي يخدم به نفسه ووطنه وأمته ، نريد الاستفادة الحقيقية من تجارب الشعوب المتقدمة في تدريس وتعليم أبنائها ..


     نريده أن يتعلم بطريقة البحث والاستكشاف والابتكار في إيجاد الحلول ، بعيدًا عن أسلوب الحفظ والتلقين العقيم ، وهو النظام الفاشل الذي ظل سائدًا لسنوات طويلة و لا زال سارياً إلى اليوم ....


      نريد التركيز على الجوانب العملية والتطبيقية والمهارية في المناهج ، وليس مجرد الحشو النظري الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، نريد إخراج أبنائنا إلى الميدان للتطبيق الفوري لما تعلموه في الفصل وفي المختبر وفي المعمل ...


    نريد أن يتدرب أبناؤنا على الحاسب الآلي في معامل متخصصة مجهزة متطورة ، نريد سبورات تفاعلية ذكية وأجهزة عرض بروجكتر وأجهزة سمعية بصرية متطورة ..


      وأخيراً .. لو قام كل عنصر في الحلقة التربوية ( الوزارة ـ المدرسة ـ المعلم ـ ولي الأمر ـ الطالب ـ المجتمع .. ) بدوره على أكمل وجه .. لسارت بنا السفينة ـ بإذن الله تعالى ـ نحو بر الأمان ونحو مستقبلٍ مشرق زاهر !!

صورة مع التحية لوزير التربية والتعليم
صورة مع التحية لوزير المالية
صورة مع التحية لكل مدراء المدارس

بقلم : أحمد معمور العسيري
الدمام

                                               مدارسهم ....


مدارسهم .....

أحمد معمور العسيري
الدمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق